مجدى يعقوب.. الإنسان طبيب القلوب
اهتم خلال مشواره الطويل بتدريب الأطباء على مستوي العالم كله، مؤكدًا أنه بهذا ينقذ مريضًا قد لايتحمل الانتظار حتى يأتي بنفسه لإجراء العملية، وهو يفخر في كل مكان بالأطباء المصريين الذين تتلمذوا على يديه، وأصبحوا قادرين علي إجراء عمليات زراعة القلب بنجاح كبير.
ومن أهم إسهاماته التي ستحدث طفرة حقيقية في جراحات القلب، إشرافه على تطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، الأمر الذي سيسمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعيًا في غضون ثلاثة أعوام، وفي خلال عشرة أعوام سيتم التوصل إلى زراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية.
حين وصل إلى سن الخامسة والستين، اعتزل إجراء العمليات الجراحية واستمر كاستشاري ومُنظر لعمليات نقل الأعضاء، وأنشأ في عام 1995 مؤسسة خيرية تدعى "مؤسسة الأمل للأعمال الخيرية" تتولى إجراء عمليات جراحية لإنقاذ حياة مرضى القلب من الأطفال في البلدان النامية.
في عام 1991، منحته ملكة بريطانيا لقب سير، وتم منحة جائزة فخر بريطانيا في أكتوبر 2007 من قناة "اي تي في" البريطانية بحضور رئيس الوزراء آنذاك وصديقه الشخصي جوردن براون، وهي الجائزة التي تمنح للأشخاص الذين ساهموا بأشكال مختلفة من الشجاعة والعطاء، أو ممن ساهم في التنمية الاجتماعية والمحلية.
حصل علي جائزة الشعب لعام ٢٠٠٠ التي نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية B.B.C، حيث انتخبه الشعب البريطاني للجائزة عن عموم إسهاماته العلمية وإجرائه أكبر عدد من عمليات زرع القلب في العالم.
مع ذلك فهو لا يهتم كثيرًا بالتكريم ونيل الجوائز، لأنه يعتبرها تقليلاً من قيمة الإنسان، لأن التكريم من وجهة نظره هو إزالة المرض والألم عن المريض، فتبقى ضحكة طفل صغير بعد شفائه أو كلمة شكر يتلقاها من آباء وأمهات المرضى، الذين يساعد في تخفيف آلامهم، هي جائزة الشعب الحقيقية، التي يتلقاها.. كما يردد دائمًا.
وفي حال عدم توفيقه في بعض العمليات يبدي حزنًا شديدًا، لا يضع في اهتماماته الخلفيات الشخصية لمرضاه، فقد أجرى عملية جراحية لأحد المتهمين في تفجيرات الأزهر قبل سنوات، ويقول عن نفسه إنه طبيب وليس قاضيًا.
ويعتبر يعقوب قلوب المصريين الأكثر ألمًا ومرضًا مقارنة بالآخرين، بسبب تلوث الهواء وانتشار التشوهات وصدمات القلب والحمى الروماتيزمية والأكل وقلة الرياضة، بالإضافة إلى الحزن الشديد والقهر والإحساس بالظلم له.
ينظر إلى مهنة الطب على أنها رسالة إنسانية قبل أن تكون أداة للربح وجمع المال، وعلى الرغم من كل هذه الشهرة التي حققها والمكانية العلمية التي تبوأها، إلا أنه يمتلك روحًا وإصرارًا كبيرين على العمل والإنجاز حتى الآن، وفوق كل ذلك يمتلك تواضعًا وبساطة جعله يقول إنه تمنى أن يصبح فلاحًا لو لم يكن جراحًا.
في عام 2009، أنشأ يعقوب مركزًا لعمليات القلب في مدينة أسوان، هذا المشروع الذي يعتبره حلم حياته، والمجهز بأحدث التقنيات الطبية الحديثة، ويقدم خدماته بالمجان للمواطنين البسطاء الذين يترددون عليه من كافة أنحاء الجمهورية.
ويتولى حاليًا الإشراف على فريق الأطباء، ويشارك في بعض الأحيان في إجراء عمليات القلب المفتوح.