التمويل المستدام.. لتعزيز الاستدامة الزراعية
الثلاثاء 13/أغسطس/2019 - 09:56 م
الاستدامة الزراعية
اكتسبت الاستدامة اهتمامًا كبيرًا في العديد من الصناعات في جميع أنحاء العالم ويرجع ذلك إلى حقيقة أن هناك فرصًا غير محدودة مرتبطة بالدولة كونها "مستدام".
ويتزايد قلق القطاع المالي إزاء كيفية استخدام الاستدامة لخلق آثار اجتماعية وبيئية إيجابية في المجتمع ككل، ومن الأهمية الآن بالنسبة للاستثمارات المالية أن تثبت بيانات الاعتماد على الاستدامة، وأن وسائل الكشف عن وثائق التفويض يتم الكشف عنها من وقت لآخر، واحدة من الطرق القابلة للتطبيق القيام بذلك هي ممارسة التمويل المستدام.
والفكرة العامة للتمويل المستدام هي التمويل الذي يتضمن وينظر في طائفة واسعة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في عمليات نشر رأس المال.
ويجري استخدام ممارسات التمويل المستدام بصورة متزايدة في عمليات اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمارات المالية، وكذلك دعم الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.
كما يكتسب هذا المفهوم زخمًا سريعًا في قطاع الزراعة، وقد وجد هذا المفهوم مفيدًا للعاملين في هذا القطاع بطرق عديدة، فعلى سبيل المثال، الكثير من المزارعين الذين يعانون من صعوبات مالية غير قادرين على تنمية أعمالهم، ومع ذلك، يمكن أن تقدم مثل هذه المزارع بعض أشكال الدعم المالي للاستمرار في تدابير التمويل المستدام، مما يساعدهم على بدء من الدخول إلى الإدارة.
وفي أحيان كثيرة، غالبًا ما يرفض المزارعون الجدد الدخول في مجال الزراعة بسبب نقص الموارد، والأكثر من ذلك أن المقرضين الزراعيين التقليديين غالبًا ما يترددون في تقديم قروض للمزارعين الجدد لأنهم (المزارعين الجدد) ليس لديهم تاريخ مالي يذكر أو لا يتمتعون بأي تاريخ مالي، بيد أنه في إطار تدابير التمويل المستدام، يستطيع المزارعون الجدد اقتراض الأموال استنادا إلى المعايير الاجتماعية والبيئية، مما يتيح لهم فرص الحصول على الأموال اللازمة للنمو والتنمية، فهي ليست فقط قادرة على الحصول على الدعم المالي، بل أيضا قادرة على اقتراض المال بأسعار معقولة أو منخفضة، مما يساعد على التخفيف من أعباءها المالية.
وجدير بالذكر أن أساليب الإنتاج والزراعة المستدامة مثل الزراعة العضوية وعمليات الثروة الحيوانية القائمة على الأعشاب تعتبر عموما ممارسات زراعية نظيفة، ولكي يتأهل المزارعون للحصول على التمويل المستدام، يتعين عليهم أن يثبتوا أن عملياتهم الزراعية المقترحة أو الجارية تفي ببعض أوراق الاعتماد الخضراء، ونتيجة لذلك، يمكن استخدام التمويل المستدام لتعزيز وتحسين الاستدامة البيئية في المجتمع.
وبالنظر إلى أن القضايا الاجتماعية تعتبر أيضًا في إطار التمويل المستدام، فإنها تبدو أداة مناسبة لإحداث آثار اجتماعية إيجابية. ويمكن استخدام هذه الأداة لتمكين الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية المهتمين بالزراعة.
ومن الضروري أيضًا أن نلاحظ المخاطر والفرص التي تواجهها العمليات الزراعية، وكثيرًا ما تظهر هذه الأشكال الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وفي بعض الأحيان تكون مخفية ولا تعطي أي اهتمام في سلاسل التوريد الزراعية.
وبعبارة أخرى، تترك المخاطر الكبيرة دون حصر أو تسجيل بينما تترك الفرص غير مستغلة، ومع ذلك، يمكن استخدام ممارسة التمويل المستدام كأداة لجعل المزارعين أكثر وعيا بالمخاطر والفرص ضمن سلاسل التوريد الخاصة بهم، وبالتالي مساعدتهم على تحسين الإنتاجية والربحية وكذلك تلبية اهتمامات أصحاب المصلحة.