لماذا بناء المدن المستدامة ضرورة حتمية في مصر؟
الأربعاء 21/أغسطس/2019 - 12:52 ص
مدينة العلمين الجديدة - المدن المستدامة
محرر الاستدامة والتمويل
طباعة
تدعم رؤية مصر ٢٠٣٠ مفهوم المدن المستدامة للحفاظ على الموارد المتاحة، حيث تساهم المدن الذكية في تحقيق معايير المدن المستدامة، ويمكن استخدام التكنولوجيا الذكية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد خبراء أن الدافع الأول من التحول نحو بناء مدن ذكية هو تغير شكل الاقتصاد العالمي الذي أصبح مؤثرا في النمط الاقتصادي الذي شكل المدن القديمة، لذا فإن مفهوم المدن الذكية أصبح واقعا مع تطور تقنيات الذكاء الصناعي وإنترنت الجيل الخامس internet of things الذي يحقق ترابط كل الأجهزة بالإنترنت، كمحركات للثورة الصناعية الرابعة، وبالتالي تصبح المدن الذكية من عناصر الاقتصاد الرقمي، وعوامل جذب الاستثمار الأجنبي.
ولذا أصبح الهدف من المدن الذكية ليس كصيحة حضارية فقط وإنما حلولا حتمية فعلية لمشكلات تتفاقم وتكنولوجيا قادرة على الحلول.
وأوضح البنك الدولي أنه بحلول عام ٢٠٥٠ ستصبح نسبة قاطني المدن بالبلدان النامية سيتخطي ٧٠٪ : ٨٠٪، فيؤدي لزيادة الكثافة السكانية والتلوث والجريمة ومشكلات كبري في وسائل النقل بدرجات يصعب السيطرة عليها، ويقوض جهود التنمية المستدامة، ما يتطلب حلولا ذكية مثل إحصائيات استهلاك الطاقة نحو الترشيد ومبادرات تتشارك فيها أطراف المصلحة في المجتمع لتواجه التحديات.
وتعد استثمارات المدن الذكية دافعا ومحركا اقتصاديا، لتوفير التمويل لتحقيق الاستدامة، وبما يصنع فرصة حتمية لتكامل الاقتصاديات من القطاع العام والخاص، في تطوير البنية التحتية، خاصة في ظل حلول تكنولوجية قادرة على تحسين جودة الحياة وتحقيق التوازن المطلوب.
وعن دور المدن الذكية الاقتصادي في تحقيق أهداف الاستدامة فإن الشركات عابرة القارات تري أن بيئة المدن الذكية هي بيئة مألوفة ذات لغة عالمية موحدة سهلة ومتداولة، لذا فقد أصبح القطاع الخاص ورواد الأعمال شركاء إستراتيجيين في تقنيات المدن الذكية المستدامة، ففي قطاع النقل نجحت "أوبر" و"ليفت" في تخفيض نسب ملكيات السيارات بما يحقق تقليل التكدس والانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وبالتالي تتحقق التنمية المستدامة من خلال هذه الاستثمارات.
ومازال هناك تحديات للمدن المستدامة أهمها نقص الموارد المالية المتاحة للدول، فدفعها نحو شراكة القطاع الخاص بسبب نقص الميزانيات كظاهرة عالمية.
ونستنتج مما سبق أن المدن المستدامة ضرورة حتمية لمصر ٢٠٣٠ لتحقيق الرفاهية وجودة الحياة، كما أن إنشاء مدن ذكية مستدامة قرارا حتميا للاندماج في إحداثيات الثورة الصناعية الرابعة، ولم يكن إلا إدراكًا لتحديات عالمية، وكبنية تحتية لاستيعاب الاستثمارات الأجنبية لتحقيق تنمية اقتصادية توفر التمويل لمدن مستدامة.
كما أن تفعيل رؤية مصر ٢٠٣٠ نحو التنمية المستدامة يحفز تطبيقات المدن الذكية لتحقيق ودفع معايير المدن المستدامة، من خلال التكنولوجيا، وإيجاد حلولا اقتصادية ابتكارية لتوفير التمويل المادي لتحقيق الأهداف المنطقية التي تناسب المجتمع، وسلوك المواطن وتستطيع رفع وعي الموظف في الإدارة والمواطن رقميا وبيئيا مع مراعاة نوعية الأنشطة الاقتصادية وتكاملها مع سياسات المدن المستدامة بما يحقق رفع جودة الحياة للمواطن.