رئيس مجلس الإدارة
مدحت بركات
رئيس التحرير
محمد الشواف
ads
ads

هانى عادل يكتب: رفقًا بشباب المصرفيين

الجمعة 23/أغسطس/2019 - 04:37 م
ads
الخبير المصرفي هانى
الخبير المصرفي هانى عادل
طباعة
ads


أعلم يقيناً ان هذا المقال سوق يثير سخط بعض قيادات الإدارة الوسطى في بعض البنوك تجاهي ، وأن البعض ربما يتخذ ردود فعل هجوميه فقط من أجل تحصين موقفه و الدفاع عن شخصه، و أعلم أن موضوع المقال شائك و يتجنب الكثيرون الحديث عنه تجنباً لأثارة حفيظة البعض من القادة.

ولكن ... الحق أقول ... وكلي أمل بأن ربما تلك الكلمات تسهم في تصحيح بعض الأوضاع التي استشرت بكثافة في القطاع المصرفي الذي له انتمى و له أدين بالولاء بعد الوطن.

رفقاً بشباب المصرفيين ... نداءً اوجهه لبعض قيادات الإدارة الوسطى و العليا ببعض البنوك ممن تناسوا أو ربما نسوا ان المصرفي في النهاية أنسان ... له من الكبرياء و الطموح و الاحلام ما يستحق تفهمه ودعمه و ليس هدمه و تحطيمه ، ممن يستغلون "الرزق" الذي هو بيد الله لا بيد البشر للضغط على المصرفيين لتحقيق ما يعجزون هم انفسهم عن تحقيقه ، فيلوحون "بعقود العمل" كل يوماً والأخر ليخلقوا حالة من الفزع و الرعب في قلوب شباب المصرفيين معتقدين أنهم بذلك قادرين على تعظيم ربحية البنوك.

لا أنكر أهمية تحديد مستهدفات العمل و وضع خطط عمل و جدول زمني مناسب لتحقيقها ، ولا أنكر أن الضغط يمكن ان يساعد في تحقيق الكثير ... ولكن لكل شيءً حدود ... فلا تتوقع من المصرفي ان ينتج وهو مرهق نفسيا .. ولا تنتظر منه ابداعات و إنجازات وهو فاقد للاستقرار النفسي و يفكر في المهرب اكثر من تفكيره في تحقيق المستهدف.

علينا ان ندرك أهمية العامل النفسي للكوادر البشرية ، و أن نربط المستهدفات بالخبرات و الإمكانيات ، و أن نمنح الأدوات و الاليات اللازمة للوصول للمستهدفات المطلوبة ... لا ان نحلم و نأمر و ننتظر العجائب ممن لا حيلة له واضعين أيادينا في جيوبنا ممسكين بسوط العقود و النقود.

لا يجب ان يكون الرزق هو السوط الذي نجلد به شباب القطاع ، ولا ان تكون العقود هي العصا التي نلوح بها ليل نهار لنخلق ضغطاً نفسيا كبيراً يكُن الدافع نحو تحقيق مستهدفات البنوك ، في حين انه يمكن الوصول لذات النتيجة - او ربما أفضل - اذا ما طورنا من مهارات شباب المصرفيين و تعاملنا معهم من منطلق انهم شركاء في نجاح المؤسسات وليسوا مجرد وقودً يحترق من أجل انطلاق قطار الأرباح.

يجب ان ننظر للقيادات الشابة من رؤساء الاقسام ومديرين الفروع والمناطق نظرة قيادات المستقبل ، وأن نشركهم في خطط العمل .. لا ان نرسم لهم الخطط و نحدد لهم الأهداف و نجبرهم على تحقيق ما لا يدركون ابعاده.

يجب ان لا تكون المهارات البيعية هي العامل المؤثر الوحيد في الترقي للمناصب الإدارية الأعلى ، فنخلق بذلك صفاً من المديرين ذوي المهارات البيعية و فاقدي المهارات القيادية ... لتبدأ سلسلة من الفشل الإداري يكن نتيجتها تدمير حياة الاف المصرفيين و التأثر سلبياً بصورة مباشرة و غير مباشرة على اعمال و سمعة البنوك.

أعلم بأن بعض البنوك و بالأخص البنوك الكبرى لديهم من البرامج التحفيزية و التطويرية ما يخفف من اثار ضغوط العمل بل و يسهم في تطوير أداء المصرفي و بالتبيعة أداء البنك و تعظيم ربحيته ، لكنى كذلك اعلم بأن هناك بعض البنوك ممن لا يملك سوى سوط العقود لتحفيز موظفيهم على العمل ... و ربما تكون نسبة الاستقالات الشهرية خير دليل على وجود خطأً يجب الانتباه له .

علينا ان ندرك ان كل مصرفي في النهاية بشر ... وان كثرة الضغوط قد تدفعه للخطأ و التجاوزات والتي ينتج عنها ما نقرأه كل فترة في صفحات الحوادث بالجرائد ...

يجب ان نتفهم ان العمل جزء من الحياة اليومية .. لا كلها ...

علينا ان نعيد تشكيل أسلوب الإدارة و ان نتحول من المنطلق الإداري الى المنطلق القيادي ، وان نوجد المحفزات الإيجابية سواء المادية او المعنوية او العينية لا ان نعتمد على سلطات إدارية يمكن ان تفقد في ثانية اذا ما أراد الله.

علينا ان نخلق حالة من العدل بين مختلف القطاعات المصرفية بالبنك الواحد ، لا ان نعامل قطاع معاملة الامراء و اخر معاملة ال ......

علينا ان نتفهم حقيقة مهارات كل فرد في المؤسسة و ان نعمل على استغلال مهاراته و قدراته بل و هواياته و اهتماماته بشكل يحقق نجاح للبنك و يحقق أحلام وطموحات المصرفي ، لا أن نرسم قالب واحد ونحاول تشكيل الكل بذات القالب .

يجب ان نخلق قنوات تواصل بين مختلف المستويات الوظيفية ، لنفتح بذلك افاق اكثر للتعاون و التطوير ، و ان ندرس ونحلل اراء و تعليقات شباب المصرفيين لأنها ربما تنقل رؤية و فكر أصبى من رؤية بعض القيادات و اكثر تطوراً.

ان الكوادر البشرية هي اهم أصول المؤسسة ... و هدمها هو سقوط تدريجي لكيان المؤسسة ، و العكس صحيح .

فليكن لدينا القوة و العزيمة الحقيقة لتصحيح أوضاع توشك على الانفجار قبل ان نصل لمرحلة يصعب فيها تصحيح ما تراكم من أخطا.

في النهاية ... أن انتمائي للقطاع المصرفي المصري هو الدافع الوحيد و الأوحد نحو كتابة هذا المقال ، فلا أقصد بنكاً بذاته و لا قائد بشخصه ... وان وجدت نفسك في هذا المقال فأعلم فأنك المقصود.
هل تعتقد تحسن المنظومة الطبية في مصر بعد زيادة مرتبات الأطباء وجهود الدولة في الحفاظ على صحة المصريين؟

هل تعتقد تحسن المنظومة الطبية في مصر بعد زيادة مرتبات الأطباء وجهود الدولة في الحفاظ على صحة المصريين؟