النمو العالمي ونقص المهارات والتقدم التكنولوجي.. هل أفريقيا جاهزة للثورة الصناعية الرابعة
الأربعاء 18/سبتمبر/2019 - 08:45 م
الثورة الصناعية الرابعة - أرشيفية
محرر الاستدامة والتمويل
طباعة
حذر خبراء من أن نقص تنمية المهارات والبطالة تعرقل القدرة التنافسية للقارة الأفريقية في الثورة الصناعية الرابعة.
وبالرغم من الافتقار إلى المهارات التكنولوجية الرئيسية في إفريقيا، مما يؤدي إلى إعاقة النمو والاستعداد للثورة التكنولوجية، فإن رؤساء تنفيذيين في القارة لديهم شعور أكبر بالتفاؤل بشأن المستقبل من نظرائهم العالميين.
وكانت هذه إحدى النتائج التي تم تقديمها في المنتدى الاقتصادي العالمي الـ28 حول إفريقيا (WEF Africa)، الذي عقد في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، منذ أسابيع قليلة، وكان الحدث تحت عنوان "تشكيل النمو الشامل والعقود الآجلة المشتركة في الثورة الصناعية الرابعة".
وسعى الحضور الذين يضمون رجال أعمال وقادة أعمال وقادة سياسيين، إلى إيجاد حلولًا لمشكلات القارة الأفريقية، وسط النهب المتسارع للموارد وانتشار البطالة، حيث تمت تغطية 4 مجالات رئيسية: الابتكار، التنمية المستدامة، الرقمنة، والحكم.
ودارت المناقشات حول مبادرة المهارات الأفريقية، والتي تقترح مناهج مبتكرة لتحسين آفاق شباب أفريقيا، كما ركزت المحادثات على الحاجة إلى الإصلاح الأساسي لنظم التعليم وسياسات العمل لإعداد القوى العاملة لمستقبل رقمي.
النمو العالمي
وقال ديون شانجو، الرئيس التنفيذي لشركة PwC Africa، إن الرؤساء التنفيذيين الأفارقة قد أقروا بأثر التقدم التكنولوجي على الشركات العاملة في إفريقيا، إلى جانب التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي - وأنه من المتوقع أن يتسارع هذا الأمر.
وأضاف أنه من المدهش أن عددًا قليلاً من المديرين التنفيذيين لديهم استراتيجيات جاهزة للتحضير لمستقبل رقمي غير مؤكد.
وتابع شانجو: "كشفت دراسة استقصائية عن ارتفاع ملحوظ في التشاؤم على مستوى العالم، لكن عندما يُطلب منهم وجهات نظرهم بشأن الاقتصاد العالمي ونمو الناتج المحلي الإجمالي على مدار الأشهر الـ12 المقبلة ، "يميل الرؤساء التنفيذيون في إفريقيا إلى الاتفاق مع وجهة نظر الارتفاع في التشاؤم، لكن هذا ليس واضحًا تمامًا كما هو الحال بالنسبة لنظرائهم العالميين".
وأشار إلى أن كبار المديرين التنفيذيين المقيمين في إفريقيا أظهروا أيضًا مزيدًا من التفاؤل عندما يتعلق الأمر بإمكانية تحقيق إيرادات جيدة على مدار الـ 12 شهرًا القادمة، والتي كانت "متزامنة إلى حد ما مع ما يقولون عن الاقتصاد العالمي، وعادة، ما نراه هو أن الرؤساء التنفيذيين في أفريقيا واثقون للغاية في قدراتهم، لذلك بالرغم من تدهور النظرة العامة والبيئة الصعبة بالقارة السمراء، فإنهم يعتقدون أن لديهم ما يلزم من خلال اتباع طريقتهم في التخطيط الاستراتيجي، باستخدام فرقهم وخططهم ، لتحقيق النمو داخل شركاتهم".
وأضاف شانجو أن العديد من الرؤساء التنفيذيين قالوا ببساطة إنهم لا يعرفون مكان البحث عن أسواق جديدة، مشيرا إلى انخفاض حاد - بنسبة 10 ٪ - في كبار المديرين التنفيذيين الأفارقة الذين يتعاملون مع أسواق مثل الولايات المتحدة والصين وأجزاء كبيرة من أوروبا، والتي كانت في السابق وجهاتهم الاستثمارية المفضلة.
نقص المهارات
أما فيما يتعلق بموضوع المهارات، شبّه Shango توافر المهارات الأساسية بـ"مأساة أفريقية"، "بمعنى أن لدينا ما يُعترف به على نطاق واسع على أنه أكبر عدد من الشباب في جميع القارات - على عكس العديد من أنحاء العالم، التي تتصارع مع مشكلة شيخوخة السكان، ومع ذلك، يبدو أن كل هؤلاء الشباب في أفريقيا لديهم المهارات الصحيحة أو المناسبة التي يبحث عنها المديرون التنفيذيون.
ويقول المديرون التنفيذيون إن الافتقار إلى هذه المهارات يعني أن أعمالهم لا يمكن أن تحقق أهداف نموهم، وبالتالي، لا يمكن أن تكون فعالة كما تشاء، ولا يمكنها توليد البيانات اللازمة لمساعدتهم على صياغة استراتيجيات طويلة الأجل محددة بوضوح.
التقدم التكنولوجي
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة PwC Africa أنه يجب القيام بشيء ملموس من قبل كل من القطاع الخاص والحكومات في جميع أنحاء القارة من أجل تدريب وتدريب وتطوير الشباب في جميع أنحاء القارة الأفريقية.
وردد شيرلي ماتشابا، الرئيس التنفيذي لشركة PwC ، أفكار Shango، قائلاً إن الثورة الصناعية الرابعة (4IR) تمثل تحديًا كبيرًا لأنها ستجلب المزيد من الكفاءات إلى مكان العمل ولكنها قد تؤدي إلى خسارة هائلة في التوظيف.
وتابع: "يعتقد المسؤولون التنفيذيون، خاصة في جنوب إفريقيا، أن البيانات المتوفرة لديهم حاليًا لا تسهل من قدرتهم على اتخاذ القرار لأنهم يفتقرون إلى الأشخاص المهرة لتفسير البيانات، ولذلك، يتعين على المديرين التنفيذيين إعادة تشكيل قوتهم العاملة غير الماهرة".