رئيس مجلس الإدارة
مدحت بركات
رئيس التحرير
محمد الشواف
ads

أحمد صلاح رفقى يكتب.. مخاطر أكاذيب السويشال ميديا

الجمعة 28/ديسمبر/2018 - 03:11 م
ads
الإستدامة والتمويل | sustainability and funding
طباعة
ads
أن الأخبار الكاذبة والملفقة هي الأكثر انتشاراً على شبكات التواصل الاجتماعي والسبب أن مؤلفي هذه الأخبار يتقنون فن انتقاء كلمات قليلة الاستخدام لغوياً أو مؤثرة تثير فضول المستخدم لقراءتها.

هذا التلاعب الخفي في مشاعر الناس فرض هندسة جديدة لاختراق للعقول بدأنا نرى أثرها في حياتنا اليومية، فأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي مكاناً للأفكار المتطرفة والأخبار الكاذبة التي تقوم بنشرها جهات متخصصة لها أهداف معينة تستغل فيها الدين والمعتقد وإدارة الادراك وغيرها، وأصبح الكثيرون حتى المثقفون منا يتبادلون هذه الأفكار دون إدراك كامل بما يفعلون. الخطر الأكبر يكمن باستغلال شبكات التواصل للتحريض ونشر الكراهية، فبعض الجهات الخارجية خلقت جيوشاً إلكترونية تسمى بـ"الذباب الإلكتروني" لتقوم بالتأثير علي الرأي العام.

لقد باتت تلك الجهات الخارجية تستخدم آليات الذكاء الاصطناعي، لتراقب وتحسب كل ما إعجابنا على الفيسبوك والتويتر والانستغرام وغيرها، وتقوم بعملية مسح، وبحث، لعدد لا يُحصى من البيانات، وتقوم بتحليل ميولنا وتفهم شخصياتنا ورغباتنا، وبالتالي التنبأ بأفعالنا، ودفعنا لأفعال معينة تخدم تلك الجهات المشبوهة. وعند أدركنا لهذه الحقيقة فإننا سنعترف باننا أصبحنا مسخرين بكل افعالنا ويتحكم بنا من قبل من يديرون ويسيطرون على هذه الآليات، فهم يتلاعبون بنا كيفما شاؤوا ومتى شاؤوا. إذا نحن الان امام تحد كبير كيف نعيش حياتنا وتلك الجهات الخارجية تعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا؟ وكيف لنا أن نعيش بحُرية إذا ما علمنا ان هناك صناعات قائمة على جذب اهتمامنا وبيعه، وللاسف أفضل طُعم لذلك هو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

من اقوى التصريحات عن خطور واهمية الذكاء الاصطناعي هو ما صرّحَ به الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين مؤخّرًا ، اذ قال: "إن الذي سيكون رائداً في هذا المجال، سيصبح الحاكم لكل العالم".

شئنا أم أبينا نحن في كل يوم يحدث لنا نوع من أنواع اختراق وغسل للعقول، فالجهات الخارجية تعمل على ذلك من دون توقف، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة ما ينشر على صفحاتها باستخدام تكتيكات التكرار والتلاعب بالعواطف وبشكل مستمر تعمل أيضاً على غسل ادمغتنا بطرق عديدة.

وصرح دنكان واتس، وهو باحث يدرس السلوكات القائمة في الإنترنت في شركة مايكروسوفت، قائلاً: "يتم التلاعب بنا في كل الأوقات ومن دون علمنا أو أخذ موافقتنا، من خلال المعلنين والمسوِّقين والسياسيين، ونحن نقبل بذلك باعتباره جزءاً من الحياة". كما صرح نيكولاس كريستاكيس، وهو باحث في علم الاجتماع من جامعة يل، قائلاً: "إن التسويق بشكل عام مصمم بحيث يتم التلاعب بالعواطف".

بعد معرفتنا بكل هذا، لابد من اتخاذ اللازم والجواب على السؤال، كيف نستفيد من تلك المواقع بدون أن نسمح لها بأن تستحوذ علينا في كل جوانب حياتنا؟

يقع على عاتق مجالس النواب سن التشريعات اللازمة لضمان المساءلة القانونية في حالة انتهاك خصوصية المستخدمين، وهنا لا أعني منع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي أو محاربتها، فشبكات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً هاماً من حياتنا وليس مطلوباً على الإطلاق تركها والبحث عن حلول أخرى للتواصل، ولكن إدراك أهمية الخصوصية وتنويع مصادر المعلومات والتأكد من الأخبار المتناقلة أصبحت ضرورة فردية ومجتمعة ورسمية، وعلى الحكومات أيضاً لعب دور في محاربة الأفكار المتطرفة علي شبكات التواصل الاجتماعي علي المدي القريب، وعبر التعليم والتثقيف علي المدي البعيد.

الحكومات عليها أيضاً مسؤولية حماية رعاياها من استغلال معلوماتهم المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي لأغراض تجارية أو لأهداف فكرية وإيجاد حلول فاعلة لمحاربة ما يسمى بـ"الذباب الإلكتروني" من أجل الحفاظ على بيئة مجتمعية سليمة.

هل تعتقد تحسن المنظومة الطبية في مصر بعد زيادة مرتبات الأطباء وجهود الدولة في الحفاظ على صحة المصريين؟

هل تعتقد تحسن المنظومة الطبية في مصر بعد زيادة مرتبات الأطباء وجهود الدولة في الحفاظ على صحة المصريين؟