رئيس مجلس الإدارة
مدحت بركات
رئيس التحرير
محمد الشواف
ads
ads

احمد صلاح رفقى يكتب.. هل يعتبر "تحدي ١٠ سنوات" على مواقع التواصل الاجتماعي مؤذياً؟

الخميس 17/يناير/2019 - 09:34 م
ads
الإستدامة والتمويل | sustainability and funding
طباعة
ads


من الوارد أنني كنتُ لأنخرط في هذا التحدي على مواقع التواصل الاجتماعي لو كنتُ أصغر سنا بحوالي ١٠ سنوات، لكنني الآن أفكر في أن كل هذه البيانات التي ينشرها المستخدمون عن أنفسهم يمكن استخراجها واستعمالها في تدريب برامج الذكاء الصناعي للتعرف على الوجه على خاصية التقدم في السن والتعرف على الأشخاص عند التقدم في السن.

لذلك، أدركت بكل بساطة أن الناس في حاجة إلى معرفة جميع التفاصيل المتعلقة بخاصيات تقنيات التعرف على الوجه. ويجدر بنا النظر إلى مدى عمق وخطورة البيانات الشخصية التي نشاركها دون تحفظات. ولا يمكن إنكار صحة الحجة التي لجأ إليها المستخدمون، لكن الناس تلقوا تعليمات بنشر أول صورة شخصية لهم إلى جانب صورتهم الشخصية الحالية، أو صورة يعود تاريخها إلى ١٠ سنوات خلت مقابل صورتهم الحالية. وعلى الأغلب أن هذه الصور القديمة موجودة سلفا وتحمل بيانات تحيل إلى وقت تحميلها منذ سنوات، ناهيك عن كونها متاحة وظاهرة لجميع المستخدمين.

يتعين علينا النظر إلى الأمور من منظور مختلف، حيث يمكن تخيل أنك تريد تدريب برامج الذكاء الصناعي للتعرف على الوجه على الخصائص المرتبطة بالعمر، أو تدريبها على التعرف على حيثيات التقدم في العمر ومعرفة كيفية تغير شكل الناس خلال مرحلة التقدم في العمر. وللقيام بذلك، يمكنك الاستفادة من البيانات الكثيرة التي يوفرها تحدي ١٠ سنوات، حيث سيساعدك ذلك على اختصار الوقت والجهد المخصصان لتبين تغير ملامح الأشخاص خلال ١٠ سنوات الأخيرة.

يتمثل السيناريو الجيد في أن تقنية التعرف على الوجه يمكن أن تساعد، خاصة بفضل قدراتها على تحديد الشخص حتى مع تقدمه في السن، في العثور على الأطفال المفقودين. ففي السنة الماضية، ذكرت شرطة الهند أنها عثرت على ما يقرب من ٣٠٠٠ طفل مفقود في غضون أربعة أيام فقط باستخدام تقنية التعرف على الوجه. وفي حال اختفى عدد من الأطفال لفترة من الزمن، فمن المحتمل أنهم سيبدُون مختلفين قليلاً عن آخر صورة التقطت لهم. لهذا السبب، يمكن أن تكون هذه الخوارزمية الموثوقة لتحديد السن مفيدة للغاية.

على غرار معظم التكنولوجيات الناشئة، قد ينطوي هذا التطبيق على العديد من العواقب، إذ يمكن أن يصبح التقدم في السن عاملاً يستخدم في مسائل على غرار تقييم نظام التأمين والرعاية الصحية يوما ما. فعلى سبيل المثال، إذا كان يبدو عليك التقدم في السن بنسق أسرع مقارنة بغيرك ممن هم في عمرك، فربما لست جيدا في مسألة التأمين على المخاطر. لكن، قد يجبرك ذلك على دفع مبالغ مالية أكثر أو تُرفض تغطيتك.

في الواقع، من الصعب تحديد مدى تأثير هذه التكنولوجيا على البشرية، بيد أننا لا زلنا نمتلك فرصة لجعلها أداة مفيدة. لكن للقيام بذلك، يجب أن ندرك الطرق التي يمكن أن تزيد من سوء استخدام هذه التقنية. وبمجرد فهمنا لهذه المشاكل، يعود الأمر إلينا جميعا حينها للحسم في هذا الموضوع. إذا كان سياق هذا التحدي لا يتجاوز كونه لعبة تتطرق بصفة علنية إلى تجميع صور من الماضي وأخرى من الحاضر لتسليط الضوء على التقدم في السن، فيمكنك أن تختار المشاركة فيه مع الوعي بمن يستطيع النفاذ إلى صورك وغرضه من ذلك. وتتمثل الرسالة العامة، التي تمت إزالتها من تفاصيل أي تحد ومنصة اجتماعية، في أن البشر هم أغنى مصادر للبيانات لمعظم التكنولوجيات الناشئة في العالم. في الحقيقة، يجب علينا معرفة ذلك ومواصلة استخدام هذه التكنولوجيات بعناية وحرص.
 
يلعب البشر دور همزة الوصل بين العالم الواقعي والرقمي. وتعتبر التفاعلات البشرية السبب الذي يجعل من إنترنت الأشياء مكانا مثيرا للاهتمام. وتعد بياناتنا بمثابة المصدر الذي يدفع بالشركات لتصبح أكثر ذكاء وربحية. وينبغي علينا مطالبة هذه الشركات بالتعامل باحترام مع بياناتنا. لكننا نحتاج أيضا إلى التعامل مع بياناتنا الخاصة باحترام.


هل تعتقد تحسن المنظومة الطبية في مصر بعد زيادة مرتبات الأطباء وجهود الدولة في الحفاظ على صحة المصريين؟

هل تعتقد تحسن المنظومة الطبية في مصر بعد زيادة مرتبات الأطباء وجهود الدولة في الحفاظ على صحة المصريين؟