رئيس مجلس الإدارة
مدحت بركات
رئيس التحرير
محمد الشواف
ads

السياحة المجتمعية المستدامة في مصر.. تعزز الهوية الوطنية وتدعم المجتمعات النائية وتخلق فرص العمل

الأحد 09/أغسطس/2020 - 03:04 م
ads
السياحة المجتمعية
السياحة المجتمعية المستدامة في مصر
طباعة
ads
خلال أوقات تفشي جائحة فيروس كورونا COVID-19 والجهود التي تبذلها الحكومة لإحياء السياحة غالبًا ما تكون المشاريع المجتمعية هي التي تتخلف عن الركب بسبب محدودية الموارد ولهذا السبب من المهم تركيز الاستدامة وحماية الثقافات والمجتمعات التي تقدم صورة أكثر حيوية وشمولية لمصر.

والتحدي الأكبر هو جعل صناع القرار يبتعدون عن السياحة التاريخية والشاطئية والتي تشمل المعابد والمتاحف ومنتجعات العطلات وفي حين أنها توفر الكثير من فرص العمل وتساهم بشكل كبير في الاقتصاد المصري ، تشير الأبحاث إلى روايات متغيرة جديدة تركز على التبادلات الثقافية الأصيلة.

وأكد الخبراء أن أحد التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع السياحة في مصر هو كيفية جعل الناس يفتحون أعينهم على إمكانات أنواع جديدة من السياحة في مصر لرؤية ما وراء التاريخ والشواطئ حيث يمكن أن يعزز حقًا صورة مصر ويفتح المزيد من الاقتصادات وهناك حاجة إلى مزيد من الدعم المتسق لمساعدة هذه المشاريع على البقاء على المدى الطويل كما يمكن أن يلعب ذلك دورًا كبيرًا في إعادة تأهيل الاقتصاد الشعبي المحلي الذي يخلق الوظائف والفرص لأكثر المجتمعات النائية والأكثر ضعفًا في مصر في بعض الأحيان.

وبالنظر إلى المستقبل يحتاج إطار السياحة الحكومي إلى دمج مشاريع السياحة المجتمعية والسماح لأفراد المجتمع بتقديم توصيات السياسة الخاصة بهم من أجل تشجيع السياحة المستدامة وتمكينهم.

وبدلاً من تخريب أساليب الحياة المحلية والتقليدية واستيراد فكرة أجنبية ورومانسية للسياحة يفضل أن يكون هناك علامة تجارية "وطنية" فريدة ويجب على مصر أن تتبنى السياحة المجتمعية لترسيخ الهويات المحلية ومواءمتها هذا لا يشمل فقط المجتمعات في سيناء ، ولكن أيضًا في أسوان وصعيد مصر.

وقال خبراء إن هناك منتجعات فاخرة منتشرة وجولات اليخوت والغواصات تحت الماء وما تشهده السياحة المصرية من تجمع السياح في المطاعم والمقاهي والشواطئ مليئة بالعشرات من كراسي الاستلقاء للتشمس مثال على الحلقة التي لا تنتهي من السياحة غير المستدامة التي تشهدها مصر منذ سنوات والتي تضر بالبيئة وتعرض المجتمعات المهمشة لخطر فقدان ثقافتهم المحلية.

وأوضح الخبراء أن هناك عدد من المشكلات التي تعوق تنمية السياحة المستدامة في مصر حيث أدت التنمية السياحية إلى إلحاق أضرار بالبيئة البحرية وعدم التكامل بين المناطق الطبيعية والمباني حيث أن تنمية السياحة على الرغم من أنها تساعد في توليد النمو الاقتصادي ، إلا أنها تؤدي أيضًا إلى إعادة البناء الاجتماعي والمادي للمواقع لخدمة السياح والقطاع الخاص.

وأشارو إلى أن السياحة أصبحت "علامة تجارية وطنية" للدولة ومع ذلك فإن النموذج الذي نشهده مضاد وغير مستدام بالنسبة للعديد من البلدان ذات الثقافات الغنية والمتنوعة فضلاً عن العديد من المجتمعات المحلية التي لها تاريخها وهوياتها الخاصة التي تفخر بها.

ووفقًا للعديد من الخبراء وفرت جائحة فيروس كورونا COVID-19 فرصة لإعادة اكتشاف طرق السياحة المستدامة وفي حين أن المسار لا يزال غير واضح فمن المهم تسخير هذه المرة لتشجيع تمكين المجتمعات المحلية وطرق سفر أكثر استدامة.

وأكدوا أنه يجب الاهتمام بالسياحة المجتمعية التي هي السياحة التي تكون فيها المجتمعات المحلية المهمشة والريفية هي المالكة أو مديري جميع المشاريع السياحية ،بهدف ليس فقط إفادة المجتمع بشكل مباشر اقتصاديًا ولكن أيضًا للحفاظ على ثقافتهم وتراثهم كما تتيح للسائح خدمة المجتمع واكتشاف واحترام الموائل المحلية والثقافات والأديان التقليدية حيث يجب أن تكون المجتمعات في قلب كل ما تمثله السياحة المجتمعية.

عولى عكس السياحة الفندقية والتاريخية ، والتي غالبًا ما تكون منفصلة عن المكان الذي يعيش فيه السكان المحليون وتجبرهم على العمل في الفنادق البعيدة جدًا عن محافظاتهم ، فإن السياحة المجتمعية تدور حول السكان المحليين وأراضيهم. ويتعلق الأمر بالأشخاص الذين يعرفون كل شيء عن منطقتهم جيدًا ، ويستقبلون الضيوف ويظهرون لهم هذا المكان بطريقة أصيلة وعميقة للغاية بقدر ما يستطيعون.

وفي عام 2018 أطلقت وزارة السياحة أول مبادرة في مصر برؤية جديدة تركز على إعادة إحياء قوة التواصل بين البشر ودعم المجتمعات المحلية مثل مجتمعات معينة في سيوة أو سيناء.

وساعدت الحملة في تسليط الضوء على اكتشاف ثقافات جديدة والحفاظ عليها مثل مشروع الترميم الجديد الذي استهدف قرية شالي في سيوة لحماية آثارها القديمة حيث أن هناك دائمًا تركيز على المشاريع الكبيرة ، مثل الأهرامات والمعابد الفرعونية والفنادق الكبيرة ولذا كان هناك دعم من الدولة للمبادرات المجتمعية مثل طريق سيناء ومسار جبال البحر الأحمر.

وطريق سيناء هو مثال على كيف يمكن للسياحة المجتمعية أن تساعد في تمكين المجتمعات المهمشة في بيئاتهم الخاصة وإعادة ثقافاتهم إلى الحياة وتوحيد القبائل المختلفة وخلق التبادل بين الأجيال والثقافات والذي يمكن أن يستمر في الوجود بعد التجربة السياحية.

والسياحة المجتمعية تخلق اقتصادًا يساعد في الحفاظ على المعرفة المهددة بالانقراض ذات صلة  ويخلق مساحة حيث يمكن نقل المعرفة التقليدية بين البدو الأكبر سنًا والشباب وإذا ابتعد البدو ليصبحوا سائقي سيارات أجرة أو يعملون في المخيمات ، فهذه فرصة اقتصادية لكنها لا تساعد في الحفاظ على المعارف والمهارات التقليدية وسبل عيش البدو.

كم أنه بالنسبة للسائحين فالسياحة المجتمعية توفر أيضًا تجربة إنسانية أكثر واقعية وحيوية حيث يمكنهم اكتشاف عوالم جديدة وفي نفس الوقت احترام الموائل المحلية والتواصل مع المجتمعات ويدخلون عالمًا حيث يرتبطون بشكل أعمق بالطبيعة ويتعلمون كيفية الاستماع إلى الطبيعة وكيفية رؤية الطبيعة بشكل مختلف وكيفية التعايش معها بشكل أكثر استدامة واحترامًا.

هل تعتقد تحسن المنظومة الطبية في مصر بعد زيادة مرتبات الأطباء وجهود الدولة في الحفاظ على صحة المصريين؟

هل تعتقد تحسن المنظومة الطبية في مصر بعد زيادة مرتبات الأطباء وجهود الدولة في الحفاظ على صحة المصريين؟