التحول الأخضر والمياه.. محركان أساسيان في طريق النمو المستدام

قالت رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي إنه يجب أن يكون تطوير ودعم نماذج الأعمال الخضراء والمستدامة هدفًا مشتركًا لخلق فرص العمل وتوليد الثروة وتحقيق الفوائد لكوكبنا".

 

جاء ذلك خلال حوار الاتحاد الأوروبي حول التحول الأخضر في "ندوة المحادثات الخضراء عبر الإنترنت: استدامة المياه والمحيطات النظيفة".

 

وركزت الندوة على تعزيز الحوار حول أجندة التعافي الأخضر العالمي ، وهي جزء من "30 يومًا من الحوار بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا حول الانتقال الأخضر" التي ينظمها الاتحاد الأوروبي بقيادة الرئاسة البرتغالية وبنك الاستثمار الأوروبي (EIB).

 

وأكدت رانيا المشاط إن المياه تغذي شعبنا ، وتنقل تجارتنا ، وهي مفتاح أي صناعة وأساس كل نمو تنموي واستقرار اقتصادي ومن خلال شراكاتنا الدولية من أجل التنمية المستدامة ، تكرس مصر جهودها لدعم النمو الأخضر والاستهلاك المسؤول لجميع الموارد الطبيعية مع تخصيص وزارة التعاون الدولي أكثر من 19.4 في المائة من تمويلها الإنمائي للهدف 6: المياه النظيفة والصرف الصحي".

 

وتابعت أنه تماشياً مع أجندة مصر الوطنية 2030 ، ومع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ، يعد إصلاح قطاع المياه أمرًا أساسيًا لتحقيق النمو الأخضر ، وتحسين سبل العيش ومن خلال مثل هذه المناقشات ، يفتح الباب أمام تحقيق خطط العمل التي تؤدي إلى التأثير ، وضمان توفر الموارد الطبيعية مثل المياه بكثرة للأجيال القادمة".

 

وأكدت الوزيرة أن تغير المناخ تحد كبير وإذا أردنا بناء اقتصادات مستدامة ومجتمعات مزدهرة ، في أوروبا أو في أفريقيا ، يجب علينا الانتباه إلى إلحاح التحول الأخضر ونحن بحاجة إلى فهم واضح بأننا نواجه نفس المشاكل ، على الرغم من أن الأساليب قد تم تشكيلها بشكل مختلف حسب تاريخ وثقافة كل دولة.

 

وأوضحت المشاط أن وزارة الموارد المائية والري اعتمدت استراتيجية رباعية للتخفيف من ندرة المياه وسد فجوة المياه لشعبها من خلال استراتيجية مصر 2050 للاستخدام والاستهلاك المستدامين للمياه حيث تحدد الاستراتيجية عدة تكتيكات للحفاظ على موارد المياه في مصر ؛ من خلال تحسين جودة المياه ، وتطوير موارد مائية جديدة ، وترشيد الاستهلاك ، وتمكين بيئة للتنمية المستدامة.

 

وأكدت أن هناك مناهج مختلفة ولكنها تهدف دائمًا إلى نفس الهدف: توفير المياه لجميع الاستخدامات ، بطريقة مستدامة ، ومنصفة وعادلة اجتماعيًا ، بسعر مناسب. لهذا السبب قررت البرتغال ، التي تترأس حاليًا مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي ، تسليط الضوء على موضوع الاستثمار الأخضر في إطار الحوار بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا. وأضاف فرانكو: "ستركز محاضرة القاهرة الخضراء على استدامة المياه والمحيطات النظيفة ، وهي قضايا مركزية تمامًا للتنمية والاستدامة البيئية".

 

وشدد سفير الاتحاد الأوروبي في مصر كريستيان بيرجر على أهمية التعاون الدولي القوي الذي يمتد إلى ما هو أبعد من قطاع المياه موضحا أننا بحاجة إلى العمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة لإدارة الموارد المائية والتأكد من معالجتها بشكل فعال.

 

وتابع: نعمل مع شركائنا المصريين لتحقيق هذه الغاية وسوف تمتد فوائد التعاون الدولي القوي إلى ما هو أبعد من قطاع المياه ويجب على الجميع أن يلعبوا دورًا في تعزيز الوصول الآمن والمأمون والمرن والمستدام بيئيًا والشامل إلى المياه والصرف الصحي لأن هذه مسؤولية مشتركة مع توفير فرصة لاقتصاداتنا ومجتمعاتنا .. ومصر هبة النيل وكان هذا هو السطر الذي قاله لأول مرة المؤرخ اليوناني القديم هيرودوت وفي تعاوننا مع مصر ، اخترنا المياه كمجال رئيسي للتنمية".

 

وتشترك مصر وبنك الاستثمار الأوروبي في محفظة تعاون إنمائي بقيمة 2.48 مليار دولار تركز على المشاريع التي تقودها الاستدامة في مجالات الطاقة ومكافحة التلوث وإدارة المياه والنقل.

 

وبنك الاستثمار الأوروبي هو بنك المناخ في الاتحاد الأوروبي ويدعم البنك الاستثمارات عالية التأثير في جميع أنحاء إفريقيا وحول العالم والهدف من Cairo Green Talk هو تعزيز التبادل المفيد للطرفين لوجهات النظر والدروس المستفادة من تجارب الاستثمار المستدام الناجحة مع الشركاء.

 

ومثال على محفظة التعاون هو مشروع تحسين جودة مصرف كيتشنر ؛ كواحد من أبرز محطات إزالة تلوث المياه وإدارة مياه الصرف الصحي في مصر ويعرض المشروع حجم وأهمية مشاريع استدامة المياه التي تؤثر بشكل مباشر على سبل عيش الناس.

 

وضمن الملف التنموي لوزارة التعاون الدولي ، هناك أكثر من 43 مشروعًا مخصصًا للمياه النظيفة والصرف الصحي. مع مجموعة متنوعة من المشاريع مثل محطات معالجة وإدارة مياه الصرف الصحي ومحطات تحلية المياه ومشاريع الري المستدام.