إنشاء أول ميناء أخضر صديق للبيئة في مصر.. اعرف التفاصيل

تسعى الموانئ البحرية المختلفة إلى تبني خطط التطوير والاستدامة والتحول للاقتصاد الأخضر، وذلك للعب دورا ملموسًا وإيجابيا في تنمية الاقتصاد والمساهمة في زيادة الناتج القومي، وخلق فرص عمل.

ولعل موقع مصر الجغرافي والفريد، يمنحها ميزة تنافسية قوية بين دول العالم، فيحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الشرق البحر الأحمر، ويتوسطها نهر النيل العظيم، فضلًا عن قناة السويس، مما يجعلها تتبوأ أعلى مكانة في الاقتصاد البحري.

وتعتزم مصر إنشاء أول ميناء أخضر صديق للبيئة بالقارة السمراء، في سعي دؤب من الدولة لتصبح قلب التجارة العالمية ووسيلة للنفاذ للأسواق الأفريقية وجميع دول العالم، بما يساعد ذلك على دعم الاقتصاد الوطني وإعلاءً من شأن التنمية المستدامة، فضلًا عن توفير فرص عمل للشباب.

والميناء الأخضر سيكون مزود بأحدث التكنولوجيات العالمية في هذا المجال وتسمي "iot"، والتي تعد أحدث طرازات الثورة الصناعية الرابعة في إدارة أنظمة الشحن والتفريغ والتخزين وتداول البضائع ودخول وخروج السيارات، مما يحقق الميناء طفرة غير مسبوقة في أنظمة الأمن والسلامة المهنية فضلًا عن القدرة على التنافسية العالمية.

والميناء الجديد باعتباره ميناء أخضر، يلتزم باستراتيجيات التنمية المستدامة سيعمل على الحد من الآثار السلبية على البيئة، والحفاظ على عدم تلوث المياه، والاستخدام الأمثل لطاقة الهواء.

ويجري إنشاء الميناء ليكون مهيأ لاستقبال أكبر السفن العملاقة العالمية وجميع أنواع الحاويات، مما يجعله منطقة لوجيستية، فضلا عن تزويده بأحدث الأنظمة في الإدارة، ويصل غاطس السفن التي يستقبلها الميناء إلى 18.5 متر، ما يتيح إمكانية التفريغ الجاف بصورة صديقة للبيئة، ويجعله طفرة تكنولوجية جديدة، وتسمح بحمل البضائع على سفن صغيرة تتجه لجميع دول العالم.

كما يعد المشروع انطلاقة قوية لتحقيق معايير التنمية المستدامة، وتبني التطوير الأخضر له مردود اقتصادي كبير على هيئات الموانئ بما يساهم في إعادة تطويرها وهيكلتها.

ويدعم مشروع الميناء الأخضر خطة التنمية الاقتصادية 2030، كما يأتي تماشيًا مع حزمة التشريعات المعنية بتحفيز الاستثمار والمناطق الحرة والاقتصادية مع مراعاة معايير الشفافية والحوكمة وتنمية الموارد البشرية.

ويعتمد الميناء طريقة جديدة لتخزين البضائع، فسيتم تخصيص مناطق محددة لتخزين كل بضاعة على حدة، وفقًا لطبيعتهًا، ما يفصلها أثناء التفريغ والتداول وهذا يعد الأفضل صحيًا وبيئيًا وفقًا لخبراء البيئة، وبشأن الصب غير النظيف، فسيتم تخصيص مساحات معزولة لتخزينه وتداوله وسيحاط بأسوار خرسانية بارتفاع 12 مترًا، بالإضافة إلى إحاطتها بمساحات خضراء واسعة للحد من الآثار البيئية السلبية.

ويسعى الميناء الأخضر إلى تفادي الانبعاثات المتنوعة من غازي ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وملوثات الهواء الناتجة عن الأنشطة المختلفة، فضلا عن إتباع أساليب غاية في الحداثة تمنع ازدحام حركة السفن وتلوث التربة.