لهذه الأسباب تختار البنوك المركزية العالمية الذهب مع تضاؤل احتياطيات الدولار

مع تسارع مشتريات البنوك المركزية حول العالم من الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، وابتعادها عن البيتكوين، يرى الخبير الاقتصادي بيتر شيف إشارة واضحة إلى مستقبل المال.
في منشور حديث على منصة التواصل الاجتماعي X، أشعل هذا الخبير، المؤيد القوي للذهب، الجدل بين السبائك التقليدية والعملات الرقمية، متسائلاً عن سبب اعتماد السلطات النقدية العالمية بشكل متزايد على الذهب كوسيلة للتحوط من حقبة ما بعد الدولار.
وكتب الخبير الاقتصادي بيتر شيف على X قائلا: "إذا كان الذهب قد ولى، وبيتكوين هو المستقبل، فلماذا تستبدل البنوك المركزية الأجنبية، التي تستعد لمستقبل لن يكون فيه الدولار الأمريكي عملة احتياطية، احتياطياتها من الدولار بالذهب وليس بيتكوين؟".
تأتي تعليقات شيف في ظل زيادة مطردة في مشتريات البنوك المركزية من الذهب، حيث تجاوزت المشتريات السنوية الآن 1000 طن متري - أي أكثر من ضعف متوسط العقد، وفقًا لرويترز.
ويُجادل الخبير الاقتصادي، المعروف بتشككه تجاه العملات الرقمية، بأن هذا الاتجاه يعكس تنامي انعدام الثقة بالدولار الأمريكي، ويؤكد على دور الذهب الدائم كأصل احتياطي موثوق.
وفي منشور لاحق، أشار شيف إلى أن "مؤشر الدولار سجل أدنى إغلاق أسبوعي له منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسجلت سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عامًا أدنى إغلاق أسبوعي له منذ ما يقرب من عامين، وسجل الذهب أعلى إغلاق أسبوعي له على الإطلاق.
ويتخلص العالم من الدولار الأمريكي ويعيد أمواله إلى الوطن لشراء الذهب والاستثمار محليًا".
وهذا التراكم في احتياطيات الذهب ليس بالأمر الجديد، فقد عززت دول مثل روسيا احتياطياتها من الذهب بشكل مطرد منذ عام 2014 لحماية نفسها من العقوبات الغربية والعزلة الجيوسياسية.
ويشير شيف إلى أن هذا النهج يُمثل الآن نموذجًا يُحتذى به للأسواق الناشئة الأخرى، لا سيما في ظل حالة عدم اليقين العالمية المستمرة التي تُغذيها سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب التجارية المُركزة على التعريفات الجمركية.
وفي تساؤله حول مكانة البيتكوين كعملة المستقبل، يتساءل شيف: "إذا كانت البيتكوين هي المستقبل، فلماذا تُراهن البنوك المركزية على الذهب ليحل محل الدولار؟" على الرغم من ارتفاع سعر البيتكوين مؤخرًا، والذي وصل إلى 108,148 دولارًا أمريكيًا، إلا أن البنوك المركزية لم تتقبله بعد كمخزن موثوق للقيمة.
استقرار الذهب يتفوق على تقلبات العملات المشفرة
وتعززت جاذبية الذهب بشكل أكبر بسبب تزايد المخاطر الجيوسياسية، واضطراب أسواق السندات العالمية، وعدم اليقين المحيط بالسياسة المالية الأمريكية.
ويقارن شيف هذا بتقلب أسعار البيتكوين المعروف وضعف الثقة المؤسسية، مؤكدًا أن "الذهب أثبت جدارته كأصل آمن خلال فترات التوتر"، مشيرًا إلى مرونته خلال دورات اقتصادية متعددة وأزمات مالية.
وشهدت أسعار الذهب انخفاضًا طفيفًا اليوم الثلاثاء، حيث انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3,325.99 دولارًا للأونصة، بينما انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 1.2% وسط انتعاش مؤشر الدولار الأمريكي.
وفي الهند، افتتحت العقود الآجلة للذهب لشهر يونيو على ارتفاع طفيف عند 96,050 روبية لكل 10 جرامات، متعافيةً من أدنى مستوى لها في منتصف مايو.
وعلى الرغم من الانخفاض الأخير في الأسعار، يعتقد المحللون أن الذهب لا يزال مدعومًا بقوة بمخاوف الاقتصاد الكلي الأوسع.
وصرح محللون أن ضعف مؤشر الدولار، والتوترات الجيوسياسية، وعدم اليقين العالمي، كلها عوامل تدعم شراء المعادن الثمينة كملاذ آمن".
وأضافوا أن الذهب قد يجد دعمًا قويًا قرب 3200 دولار للأونصة في الجلسات القادمة.
وأشاروا إلى حذر المستثمرين قبل صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية الرئيسية، بما في ذلك محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وبيانات تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي.
وتابعوا: "يواصل اتساع العجز الأمريكي والتوترات الجيوسياسية دعم الذهب، لا سيما مع تأمل الأسواق في توقعات أسعار الفائدة الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي".