رئيس البنك المركزي الأوروبي: اليورو أمامه فرصة ليصبح العملة الرئيسية في العالم

حذّرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، من أن النظام الاقتصادي العالمي، الذي اعتمد طويلاً على القيادة الأمريكية والدولار الأمريكي، بدأ يتفكك.
وأضافت أن هذا التحول قد يحمل مخاطر لأوروبا، ولكنه قد يُتيح أيضاً فرصاً جديدة لليورو، مما يدفعه ليصبح العملة الرئيسية في العالم.
وفي كلمة لها في مدرسة هيرتي ببرلين، قالت لاجارد: "ازدهر الاقتصاد العالمي على أساس من الانفتاح والتعددية، مدعوماً بالقيادة الأمريكية".
وأوضحت أن الدولار الأمريكي ظلّ العملة العالمية الرئيسية لعقود، حيث ساهم في نمو التجارة والتمويل حول العالم. وأضافت أن أوروبا استفادت كثيراً من هذا النظام.
ومع ذلك، تعتقد لاجارد أن هذا النظام "يتفكك" الآن، مشيرة إلى التوترات المتزايدة في التجارة العالمية، وخاصةً إجراءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد بفرض رسوم جمركية باهظة على العديد من الدول، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.
ويُستبدل التعاون متعدد الأطراف بالتفكير الصفري وصراعات القوة الثنائية. وقالت: "الانفتاح يفسح المجال للحمائية".
وحذرت لاجارد من أن استمرار هذا التوجه قد يضر بالاقتصاد العالمي ويؤثر على نمو أوروبا نفسها. وأضافت: "أي تغيير في النظام الدولي يؤدي إلى انخفاض التجارة العالمية أو التفتت إلى تكتلات اقتصادية سيضر باقتصادنا".
ومع ذلك، أشارت إلى أن ضعف دور الدولار الأمريكي قد يفتح الباب أمام اليورو ليصبح عملة عالمية أقوى، موضحة أن اليورو الأقوى من شأنه أن يساعد دول الاتحاد الأوروبي من خلال خفض تكاليف الاقتراض، والحد من تأثير تقلبات العملات، ومنح أوروبا سيطرة أكبر على مستقبلها الاقتصادي.
وتابعت: لكن هذا لن يحدث تلقائيًا.. "هذا ليس امتيازًا يُمنح لنا ببساطة"، مؤكدة ضرورة التزام الاتحاد الأوروبي بانفتاح التجارة، وتعزيز اقتصاده، والدفاع عن سيادة القانون، والاستثمار في أمنه.
وتأتي تعليقات لاجارد في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ففي الأسبوع الماضي، أعرب ترامب عن إحباطه من محادثات التجارة الجارية، قائلاً إن الاتحاد الأوروبي "شُكِّلَ لغرض أساسي هو استغلال الولايات المتحدة في التجارة".
وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على سلع الاتحاد الأوروبي، وهي زيادة كبيرة عن النسبة الحالية البالغة 10%. وفي حال تطبيقها، ستؤثر هذه الرسوم على العديد من المنتجات، وستزيد من توتر العلاقات مع أكبر شريك تجاري لأمريكا.