الميركاتو السياسي في البورصة.. وزراء سابقون يخلعون الزي الحكومي ويرتدون بدلة رجال الأعمال

لم يغب عدد من الوزراء السابقين عن المشهد العام، بعد مغادرتهم دواوين الحكومة، بل وجدوا لأنفسهم طريقًا جديدًا داخل كبرى الشركات المقيدة في البورصة المصرية، فمن العمل التنفيذي الرسمي إلى مقاعد مجالس الإدارة، تحول عدد من الوزراء الحاليبن والسابقين إلى وجوه مألوفة في الكيانات الاقتصادية الكبرى، خاصة مع اتساع قاعدة الشركات التي تطبق قواعد الحوكمة وتفضل الاستعانة بخبرات رفيعة المستوى قادرة على قيادة الرؤية الاستراتيجية وتحقيق التوازن المؤسسي.
فقد شهدت البورصة المصرية في الأشهر الأخيرة تغييرات ملحوظة في مجالس إدارات عدد كبير من الشركات، شبيهة بما يحدث في موسم انتقالات لاعبي كرة القدم خلال الميركاتو الصيفي لـ البورصة، حيث دخل وزراء ومسؤولون سابقون إلى ساحة المال والأعمال عبر مجالس إدارة شركات عقارية، بنكية، صناعية، واتصالات، في إطار تعزيز دور "الأعضاء المستقلين" ضمن تطبيق معايير الحوكمة التي تشترط الاستقلالية والاختصاص.
ما هي الحوكمة؟
تشير الحوكمة إلى مجموعة من القواعد والممارسات التي تنظم العلاقة بين الإدارة التنفيذية ومجالس الإدارة والمساهمين وأصحاب المصلحة، وتضمن الشفافية، وتمنع تضارب المصالح، وتحدد بوضوح آليات اتخاذ القرار داخل الشركات العامة، بما يعزز من كفاءة الأداء وحقوق المستثمرين.
عقارات واستثمارات.. الوزراء يدخلون سوق التطوير العقاري
استعان رجل الأعمال ياسين منصور، بوزيرة التضامن الاجتماعي الأسبق غادة والي، التي تشغل حاليًا منصبًا دوليًا كبيرًا بالأمم المتحدة، كعضو بمجلس إدارة شركة بالم هيلز للتعمير.

إلى جانبها، استمر وزير المالية الأسبق عمرو الجارحي في عضوية المجلس، كما انضم إسماعيل منصور ممثلًا عن شركة المنصور والمغربي للاستثمار والتنمية.

وفي شركات أخرى، أبقت أوراسكوم للتنمية مصر على وزير السياحة الأسبق هشام زعزوع في مجلس الإدارة.
حافظت شركة سوديك على وزيرة الاستثمار الأسبق داليا خورشيد.

أما مجموعة طلعت مصطفى القابضة، فقد ضمت إلى مجلسها وزير الاستثمار الأسبق أشرف سالمان، ووزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي.

البنوك.. الوجهة المفضلة للوزراء
ضم بنك التعمير والإسكان وزراء حاليين وسابقين، منهم:
- وزير الإسكان الحالي شريف الشربيني
- وزير الموارد المائية والري هاني سويلم
- وزير الإسكان الأسبق عاصم الجزار
حل عاصم الجزار محل وزير البترول الأسبق طارق الملا، في البنك المصري الخليجي، بينما استمر وزير التموين الحالي شريف فاروق في موقعه داخل المجلس.

استمر أسامة صالح، وزير الاستثمار الأسبق، في منصب رئيس مجلس الإدارة (غير تنفيذي) في بنك كريدي أجريكول مصر.
وواصل وزير الاتصالات الحالي عمرو طلعت عضويته في مجلس إدارة بنك فيصل الإسلامي.
كما انضمت وزيرة التخطيط السابقة هالة السعيد إلى مجلس إدارة بنك الشركة العربية المصرفية (SAIB) ممثلةً عن المصرف العربي الدولي.

واحتفظ الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بموقعه في مجلس إدارة بنك قناة السويس.
انسحابات واستقالات.. تغييرات في قطاع الاتصالات والصناعة
غادر وزير الاتصالات الأسبق ماجد عثمان مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات.
استقال وزير الاستثمار السابق حسن الخطيب من عضوية مجلسي إدارة شركتي إيديتا للصناعات الغذائية وكونكريت فاشون جروب.
واعتذر شريف فتحي الكيلاني، نائب وزير المالية، عن الاستمرار كمراقب حسابات لشركة إعمار مصر للتنمية ممثلًا لمكتب "أرنست أند يونغ".
بينما واصل الوزير الأسبق أشرف سالمان عمله في مجلس إدارة أوراسكوم للاستثمار القابضة.