بـ 3 مليارات دولار وطول 50 كيلومترًا.. الجسر البري بين مصر والسعودية جاهز للإقلاع بعد استكمال المخطط الفني

الجسر البري بين مصر
الجسر البري بين مصر والسعودية

من شاطئ رأس نصراني مقابل مضيق تيران، إلى رأس الشيخ حميد بالمملكة، حلم عربي يتحقق، جسر بري يربط مصر والسعودية، عبر 50 كيلومترًا من الإبداع الهندسي، ليس مجرد طريق، بل شريان اقتصادي واجتماعي يجمع قارتي إفريقيا وآسيا، ففي 20 دقيقة فقط، يمكنك قيادة سيارتك من شرم الشيخ إلى تبوك.

اكتمال التخطيط الفني لـ الجسر البري بين مصر والسعودية

حلم بات تحقيقه أقرب من أي وقت مضى، بعدما أعلن الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء، وزير النقل والصناعة، اكتمال التخطيط الفني للجسر، بتكلفة تقدر بـ3 مليارات دولار، وتوقعات باستردادها في أقل من 10 سنوات، مقارنة بـ30-40 عامًا لمشروعات مماثلة، فالجسر، الذي يمر بجزيرة تيران، جاهز للتنفيذ بانتظار قرار القيادة السياسية في البلدين.

مشروع جسر بري بين مصر والسعودية - ويكيبيديا
خريطة الجسر البري بين مصر والسعودية

معلومات وأرقام عن الجسر البري بين مصر والسعودية

يتميز الجسر البري بين مصر والسعودية بأنه مزيج بين جسر معلق بطول 2.5 كيلومتر يرتفع 65 مترًا فوق سطح البحر، وطريق بري يبلغ طوله 5 كيلومترات عبر جزيرة تيران، إضافة إلى جسر تقني بطول 14 كيلومترًا يمتد فوق مياه البحر الضحلة حتى الوصول للشاطئ السعودي. 

الحلم أصبح حقيقة".. الجسر البرى بين مصر والسعودية مشروع أوقفه مبارك.. يبدأ  من "تيران" حتى جزيرة "صنافير" بالسعودية بطول 23 كم.. الدراسات الأولية أكدت  تنفيذه خلال 3 إلى 4 سنوات وجلب تكلفته
خريطة الجسر البري بين مصر والسعودية

ويبلغ ارتفاع الجسر 65 مترًا فوق البحر لضمان مرور السفن في خليج العقبة دون أي معوقات، وهو من أعلى الكباري المعلقة فوق الممرات المائية عالميًا، بعد جسر السلام في قناة السويس الذي يرتفع 75 مترًا.

تكلفة المشروع 3 مليارات دولار.. ومدة التنفيذ 3 سنوات فقط

تقدر التكلفة المبدئية للمشروع بنحو 3 مليارات دولار أمريكي، وتشير الدراسات الفنية إلى أن مدة تنفيذ المشروع ستصل إلى 3 سنوات، ما يعد زمنًا قصيرًا مقارنةً بحجم وتعقيد المشروع.

وتظهر الدراسات الاقتصادية أن المشروع سيتمكن من استرداد تكلفته خلال فترة تتراوح بين 8 إلى 10 سنوات فقط، بينما تستغرق المشاريع المماثلة أحيانًا أكثر من 30 إلى 40 سنة لاسترداد تكلفتها، مما يعكس مدى الربحية العالية للمشروع على المدى المتوسط.

إقامة جسر " الملك سلمان" بين السعودية ومصر مرهون بموافقة إسرائيل - i24NEWS
تيران 

تصدير النفط عبر الجسر.. توفير مليون ونصف دولار يوميًا

وفقًا لدراسة أعدتها مجموعة شركات "بكتل" الأمريكية، سيتيح الجسر نقل خطوط أنابيب النفط من السعودية على جسم الجسر إلى سيناء ، حيث سيتم الربط بخط أنابيب سوميد الممتد من السويس إلى الإسكندرية، ما يمكّن من تصدير النفط إلى الأسواق الأوروبية عبر ميناء سيدي كرير.

فرصة أخرى تقبع في المستقبل المجهول، تتعلق بعوائد نقل النفط، فيمكن للسعودية تصدير يوميًا أكثر من 1.5 مليون برميل نفط إلى الأسواق الأوروبية باستخدام الجسر وخط الأنابيب، وهو ما يوفر نحو 1.5 مليون دولار يوميًا من تكاليف النقل البحري التي كانت تُنفق على السفن العملاقة التي تضطر إلى الإبحار حول أفريقيا أو انتظار عبور قناة السويس.

كما أن نقل النفط بهذه الطريقة يوفر على مصر أيضًا رسوم مرور القناة، حيث يتم تحصيل رسوم مرور على خطوط الأنابيب التي تمر فوق الجسر بدلاً من السفن، بالإضافة إلى الاستغناء عن ناقلات النفط العملاقة التي لا يمكنها عبور قناة السويس بسبب عمق الغاطس، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بالنقل البحري ويخفض من التكاليف التشغيلية.

أصوات مصرية - جسر الملك سلمان .. مشروع من الثمانينيات يثير تنفيذه مخاوف  بيئية
صورة لكوبري السلام - رويترز

الجسر يسهل حركة الملايين من الحجاج والسياح والعاملين

يتوقع أن يسهل الجسر حركة الملايين من الحجاج والمعتمرين والعاملين من دول الخليج بين مصر والسعودية، بالإضافة إلى السياح والزوار الذين سيستفيدون من اختصار زمن السفر بشكل ملحوظ.

ويمكن للمسافر أن يعبر الجسر في 20 دقيقة فقط بسيارته، بدلًا من استغراق الرحلة ساعات طويلة عبر الطيران أو العبّارات، مما يجعل الرحلة أكثر راحة ومرونة وأقل تكلفة.

المسافة بين الرياض والقاهرة ستختصر رحلتها إلى حوالي 18 إلى 20 ساعة بالسيارة، مقارنةً بأكثر من يومين بالطيران والانتظار، مع توفير حرية التنقل والراحة في الطريق.

فرص عمل ضخمة وتعزيز التبادل التجاري بين مصر والسعودية

ويتوقع أن يخلق المشروع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لعشرات الآلاف من العاملين في قطاع المقاولات والبناء في مصر والسعودية، كما سيعزز من فرص العمل في مجالات الإدارة والتشغيل والخدمات المرتبطة بالمشروع.

كما تشير التوقعات إلى أن يسهم الجسر في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى نحو 13 مليار دولار سنويًا خلال أول عامين من افتتاحه، ما سيعزز مكانة مصر والسعودية كمركزين لوجيستيين إقليميين يربطان بين الشرق والغرب.

تم نسخ الرابط