البداية بمليار دولار "كاش".. قطر تستثمر 3.5 مليار هيغيروا خريطة الساحل الشمالي

3.5 مليار دولار داخلين مصر من قطر.. ودول مش سلفة، ولا منحة، ولا حتى وديعة في البنك المركزي.. دي فلوس جاية على هيئة استثمار سياحي مباشر في قلب الساحل الشمالي، في مشروع تقيل ممكن يقلب السوق رأسًا على عقب، خصوصًا إنه جاي بعد صفقة "رأس الحكمة" مع الإمارات.
والكلام اللي طالع من مصادر كتير بيقول إن قطر بتجهّز لصفقة بـ3.5 مليار دولار، منهم مليار كاش بيتدفع فور توقيع الاتفاق، والباقي 2.5 مليار بيتحول على مراحل خلال سنة.
يعني ده مش مجرد تفاوض.. ده شغل دخل الجد، ورسالة واضحة من قطر: "إحنا دخلين بقوة، ومراهنين على إن مصر هتكسّب".. السؤال بقى هنا: ليه دلوقتي؟
هل هي منافسة مع الإمارات اللي دخلت قبليهم؟
ولا خطة خليجية متكاملة لدعم مصر من باب الاستثمار بدل الدعم المباشر؟
اللي باين قدامنا إن الخليج شايف الساحل الشمالي مش بس مصيف، لأ ده منجم دهب جديد.. الموقع حكاية، البحر ولا أروع، والمكان قريب من أوروبا والعالم العربي، والسوق المصري عطشان لأي مشروع يزود السياحة ويخلق فرص شغل... يعني مشروع زي ده، ممكن يبقى مصدر دخل ثابت وطويل المدى.
واللي بيخلي الموضوع ده مهم بزيادة، إن المشروع القطري مش مجرد "فندق وشاليه"، لأ ده بيتحرك في اتجاه تطوير كامل لمنطقة جديدة، ممكن تتقسم فيها أراضي، وتتأسس فيها فنادق عالمية، وتتبني فيها طرق وبنية تحتية حديثة.. ببساطة، إحنا مش بنتكلم عن مشروع، إحنا بنتكلم عن مدينة سياحية جديدة بتتولد على البحر.
لو رجعنا شوية، هنفتكر إن الإمارات كانت أعلنت عن استثمار بـ35 مليار دولار في مشروع رأس الحكمة، والصفقة دي حرّكت السوق، وخلت كل الأنظار تتوجه للساحل.
قطر دلوقتي بتكمل اللي بدأته الإمارات، بس بطريقتها، وفي توقيت محسوب بعناية، وده معناه إن الساحل بقى رسميًا ساحة استثمار مفتوحة للدول الكبرى.
الحكومة من ناحيتها بتحاول تستغل الفرصة، وتفتح الباب لصفقات تانية في نفس الاتجاه.. والخطة الاقتصادية الجديدة بتقول: نقلل القروض، ونزود الاستثمارات الأجنبية المباشرة.. والحل؟ السياحة والعقارات… لأنهم بيجيبوا عملة صعبة، وبيرفعوا الاقتصاد في وقت قصير.
الحقيقة أن المشروع القطري ده لو اتنفذ فعلاً، هيكون فيه فرص عمل لآلاف العمال والمهندسين والموردين، وهيتحرك السوق العقاري، وهتزدهر السياحة في المنطقة كلها.. يعني المكسب مش للحكومة بس، لأ كمان للمواطن اللي شغّال وبيصرف في السوق.
وهنا نسأل سؤال مهم .. هل دي بداية لتقسيم الساحل الشمالي بين مستثمرين عرب؟ ولا هي خطوة حكيمة من مصر عشان تضمن دعم اقتصادي طويل المدى؟
وفي الحالتين، السؤال الأهم: إحنا كمصريين هنعرف نستفيد إزاي من المشاريع دي؟ هل هنشارك؟ هل فيه نسبة مخصصة للشركات المحلية؟ هل العمالة مصرية؟ هل المواد المستخدمة هتبقى من السوق المحلي؟
قطر مش غريبة عن الاستثمار في مصر، سبق وشاركت في مشروعات قبل كده، لكن المرة دي حجم الصفقة وطبيعتها بيخلّوها مختلفة.
ودي مش استثمار مالي في بنك، دي استثمار على الأرض، في شط وبحر وسياحة… في منطقة ممكن تبقى المستقبل الحقيقي للسياحة المصرية.
الموضوع بيكبر، وكل يوم بنشوف اهتمام أكبر من الخليج بمصر، من الإمارات لقطر، ومن بعدها ممكن السعودية تدخل على الخط.
وده بيثبت إن مصر لسه عندها فرص ضخمة، بس محتاجة إدارة مظبوطة وتخطيط سليم.. من الآخر اللي بيحصل في الساحل مش بس بيغيّر شكل الخريطة ده بيغيّر شكل الاقتصاد المصري وببخليه يعتمد على مصادر استدامة للعملة الأجنبية والرهان أننا هنقدم أمن واستقرار وتنمية في اجمل مناطق الدنيا.