EZvent.. قصة جهاز تنفس مصري يُولد من رحم الأزمة وينطلق نحو العالمية

الجهاز داخل وحدة
الجهاز داخل وحدة الرعاية المركزة بكلية طب قصر العيني

من رحم أزمة صحية غير مسبوقة، وُلدت شركة "عز ميديكال" كمحاولة مصرية خالصة لتلبية نداء الواجب الوطني والإنساني، في وقت واجه فيه العالم نقصًا حادًا في أجهزة التنفس الصناعي ولم يكن تأسيس الشركة مجرد رد فعل، بل كان بداية مشروع طموح هدفه تمصير التكنولوجيا الحيوية، وبناء صناعة وطنية للأجهزة الطبية عالية التقنية.

بفضل تمويل سخي تجاوز 3 مليارات جنيه، تمكنت الشركة الوليدة من رعاية وتطوير أول جهاز تنفس صناعي مصري بالكامل يحمل اسم EZvent، والذي أصبح اليوم قصة نجاح علمي وصناعي تتجاوز حدود الأزمة التي نشأ فيها، فبعد سنوات من العمل المضني، حصل الجهاز على رخصة الإنتاج التجاري، بعد أن اجتاز سلسلة من الاختبارات السريرية الصارمة.

وأُجريت هذه الدراسات بالتعاون مع فريق طبي متخصص بكلية طب قصر العيني – جامعة القاهرة، وأظهرت النتائج أن الجهاز يتمتع بكفاءة عالية دون تسجيل أي آثار جانبية أو تغيرات فسيولوجية على المرضى، ما يجعله مؤهلاً للاستخدام في أقسام الرعاية المركزة داخل المستشفيات.

وفي الوقت الراهن، تنتج الشركة نحو ألف نسخة سنويًا من الجهاز في مصنع مؤقت بمدينة الإسكندرية، بينما يجري العمل على وضع اللمسات النهائية على مجمع صناعي ضخم بمدينة السادس من أكتوبر، من المقرر افتتاحه خلال العام المقبل.

جهاز التنفس الصناعي  EZvent
جهاز التنفس الصناعي  EZvent

وهذا المجمع الجديد سيُشكل نقلة نوعية في صناعة الأجهزة الطبية في مصر، حيث سيسمح بزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 3500 نسخة سنويًا من جهاز EZvent، بالإضافة إلى تصنيع مجموعة جديدة من الأجهزة الطبية المبتكرة، التي سيعمل على تطويرها فريق مصري بالكامل، من مهندسين وأطباء وعلماء.

تمثل هذه التجربة نموذجًا ملهمًا للتكامل بين التمويل الذكي، والكوادر الوطنية، والبحث العلمي، في وقت كانت الحاجة فيه ماسة إلى حلول محلية لمشكلات عالمية، كما تعكس طموح "عز ميديكال" في أن تتحول من استجابة لحالة طارئة إلى رائد إقليمي في صناعة الأجهزة الطبية.

وفي خضم ما يعانيه العالم من أزمات صحية وتقنية، تُعيد هذه التجربة التذكير بأهمية الاستثمار في الصناعات الحيوية، وتؤكد أن الاعتماد على العقول والقدرات المحلية ليس فقط خيارًا استراتيجيًا، بل رهان رابح على المستقبل.

إن جهاز EZvent لا يُعد فقط إنجازًا تقنيًا، بل رمزًا لإرادة مصرية تثبت يومًا بعد يوم أن الإبداع والابتكار ليسا حكرًا على أحد، وأن الأزمات قد تُخرج من بين رمادها أدوات النجاة وأسباب الريادة.

تم نسخ الرابط