الجنيه يدخل أسواق القارة.. مصر وأفريقيا.. تجارة بلا دولار

وسط كل الأحداث الإقليمية والتوترات والحروب والعالم المشتعل .. مصر بتعمل عظمة حرفيا وشغالة على اقتصادها والأرقام الأخيرة ومعدلات النمو خير دليل على كده.
طيب فيه جديد حصل .. أيوة .. الجديد أن مصر أخدت خطوة مهمة جدا في دعم وتعزيز الجنيه المصري واللي حصل ده مش مجرد تجربة، ده توجه استراتيجي .. مصر بتحط أفريقيا على الخريطة كمجال اقتصادي مهم، والدفع بالعملات المحلية هو المفتاح اللي هيفتح لنا أسواق أوسع، بتكلفة أقل، وبمكاسب أكبر.
تابع معايا الفيديو دا علشان تعرف كل التفاصيل...
تستعد مصر حاليا لتصدير شحنة سلع غذائية لدولة غانا، بس المرة دي مش زي كل مرة.. لإن طريقة الدفع هتكون مختلفة تمامًا: مصر هتقبض بالجنيه، وغانا هتدفع بالسيدي الغاني، من غير ما ندخل الدولار في النص.
طيب إزاي دا هيحصل؟
في ديسمبر 2024 البنك المركزي المصري أعلن عن خطوة ثورية في نظام المدفوعات الدولية وهي انضمام مصر لنظام جديد اسمه "نظام التسويات والمدفوعات الإفريقي الموحد" Pan-African Payment and Settlement System أو باختصار PAPSS.
وعن طريق PAPSS مصر هتقدر تتعمل بالجنيه المصري في كل التجارة مع الدول الأفريقية اللي انضمت لنظام المدفوعات دا .. النظام دا معمول علشان يسهل عمليات البيع والشراء بين الدول الأفريقية باستخدام عملاتهم المحلية بدل العملات الأجنبية.
يعني مثلًا، لو تاجر في غانا عايز يشتري منتج من مصنع في مصر، هيدفع بالسيدي الغاني، والمُصنِّع هنا في مصر هيوصل له الفلوس بالجنيه .. كله أوتوماتيك يا صديقي ومن غير ما حد يلجأ للبنوك الدولية أو يتحايل على الدولار.
الخطوة دي مش مجرد تجربة، دي بداية لطريق جديد هيغيّر شكل التجارة بين مصر وكل دول القارة السمراء.
طيب إيه كان بيحصل في الوضع العادي؟
لما تاجر أفريقي يشتري من مصر كان لازم يحول عملته للدولار، وبعد كده يحوّل المبلغ لمصر .. وفي المقابل التاجر المصري كمان لو عايز يستورد من أفريقيا، لازم يوفّر دولار علشان يدفع.
العملية دي مش بس مكلفة، دي كمان كانت بتهدر وقت وبتضغط على احتياطي الدولار اللي مصر الل محتاجاه في حاجات أهم .. لكن مع نظام PAPSS، التعامل في التجارة بيتم أسرع، والتكلفة أقل، والأهم إننا بنبعد عن الدولار تمامًا.
طيب ليه الخطوة دي مهمة للاقتصاد المصري وخاصة الجنيه؟
بعد مصر ما تتوسع في التصدير والاستيراد من وإلى دول أفريقيا المنضمة لنظام PAPSS .. المصدرين المصريين مش هيستنوا تحويلات بالدولار علشان يقدروا يبيعوا ويشتروا .. والمستوردين هيشتروا بعملتهم، وبالتالي العملية هتبقى أسهل وأرخص.
ولكن الأهم من كده يا صديقي ان الجنيه هيبدأ يدخل في تعاملات خارجية، وده هيرفع الطلب عليه، ويقلل الضغط على الاحتياطي النقدي في البنك المركزي .. وقيمة الجنيه هتطلع لفوق.
كمان المصانع المصرية هتشتغل أكتر، لإن الطلب على منتجاتها من أفريقيا ... ودي مش خطوة فردية، دي جزء من اتفاقية "التجارة الحرة القارية الأفريقية"، اللي بتسعى تخلي أفريقيا كلها سوق واحدة، من غير جمارك على معظم السلع.