التكنولوجيا وتأثيرها الخفي.. كيف تضعف الأجهزة الذكية الروابط الأسرية رغم قرب المسافات؟

في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي نشهده اليوم، أصبحت الأجهزة الذكية والإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ووسائل التواصل الاجتماعي باتت المنفذ الأول للتفاعل بين الناس، غير أن هذا التقدم الذي جعل العالم قرية صغيرة، حمل معه تحديات غير متوقعة على المستوى الأسري، فبينما تمكن التكنولوجيا الأفراد من التواصل مع أصدقائهم وأقاربهم في أماكن بعيدة، إلا أنها في المقابل أضعفت الروابط الأسرية داخل المنزل نفسه، وأدت إلى تراجع ملحوظ في التفاعل الحقيقي بين أفراد الأسرة.
تأثر الراوبط الأسرية
قال خالد عمارة، الخبير التكنولوجي، إن التكنولوجيا الحديثة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث ترافقنا الهواتف الذكية في كل لحظة، مضيفاً أن هذه التكنولوجيا، رغم فوائدها الكبيرة في تسهيل التواصل والوصول إلى المعلومات، إلا أنها تحمل في طياتها آثارًا خفية تؤثر سلبًا على الروابط الأسرية.
وأوضح عمارة في تصريحات خاصة، أن الدراسات الحديثة أظهرت انخفاضًا كبيرًا في التواصل اللفظي بين أفراد الأسرة، مشيرًا إلى أن نسبة الحديث المباشر تراجعت بنسبة 39% خلال العقد الأخير بسبب الانشغال المستمر بالأجهزة الإلكترونية.
وأضاف أن هذا الأمر له تبعات نفسية خطيرة، خاصة على الأطفال والمراهقين، حيث ارتفعت معدلات القلق والتوتر بنسبة 22%، كما أضعفت مهارات التعبير العاطفي والتعاطف بينهم.
وأشار إلى أن المشهد أصبح مألوفًا في المنازل، حيث يجلس أفراد الأسرة معًا ولكن كل منهم غارق في عالمه الرقمي، مما يولد فجوة عاطفية تتسع تدريجيًا.
وقال: "لم تعد المشاعر تُعبَّر بالكلمات أو العناق الحقيقي، بل اختزلت إلى رموز 'الإيموجي' الافتراضية، وهذا يضعف الروابط الأسرية ويخلق مسافات شعورية بين الأحبة رغم قربهم الجسدي."

الدراسات الطبية
وأضاف عمارة أن الدراسات الطبية أكدت أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يؤثر سالبًا على جودة النوم، ويزيد من إجهاد العين، ويؤدي إلى انخفاض التركيز وضعف المناعة، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإرهاق المزمن والاضطرابات النفسية.
وختم خالد عمارة بالقول: "ما نحتاجه اليوم ليس الانعزال عن التكنولوجيا، بل استخدامها بحكمة وتوازن، علينا أن نعيد دفء اللقاءات الحقيقية إلى منازلنا، ونفتح قلوبنا أكثر، ونغلق الشاشات قليلًا، لنحافظ على روابطنا الأسرية وسط عالم سريع التغير."
ومع التقدم المتسارع في مجال التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، أصبح الاعتماد على التكنولوجيا في الحياة اليومية أمرًا لا مفر منه. لكن هذه الثورة الرقمية لم تأتِ دون تبعات، خاصة على المستوى الاجتماعي والأسري.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يؤثر سلبًا على التواصل المباشر بين أفراد الأسرة، حيث يقل الحوار واللقاءات الشخصية التي تعد الركيزة الأساسية لبناء العلاقات الأسرية المتينة.
كما أظهرت الأبحاث أن الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام الشاشات الرقمية يعوض في كثير من الأحيان الوقت الذي كان يُفترض أن يُخصص للتفاعل الأسري، مما يؤدي إلى شعور بالعزلة والاغتراب داخل المنزل الواحد، ولا يقتصر الأمر على تراجع التواصل اللفظي فحسب، بل يمتد ليشمل التأثيرات النفسية والصحية، مثل زيادة معدلات القلق والتوتر واضطرابات النوم، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا باستخدام الأجهزة الإلكترونية، خاصة بين الأطفال والمراهقين.