البورصة المصرية تتراجع.. جني أرباح وتوترات إقليمية يضغطان على المؤشر الرئيسي

أنهت البورصة المصرية تعاملات جلسة الخميس، جلسة نهاية الأسبوع، على تراجع جماعي لمعظم المؤشرات، بعد سلسلة من الارتفاعات دفعت المؤشر الرئيسي إلى تسجيل قمم تاريخية جديدة، وجاء التراجع مدفوعًا بعمليات جني أرباح طبيعية عقب موجة الصعود، بجانب تأثير التوترات الإقليمية على معنويات المستثمرين، ما انعكس في فقدان المؤشر نحو 400 نقطة دفعة واحدة.
المستويات التاريخية
قالت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن جلسة اليوم كانت امتدادًا لموجة النشاط التي شهدتها السوق على مدار الأسابيع الماضية، حيث سجل المؤشر الثلاثيني مستوى 36,109 نقطة كأعلى مستوى تاريخي خلال التداولات، قبل أن يتراجع إلى أدنى مستوى عند 35,500 نقطة.
وأوضحت أن هذا الانخفاض يعد أمرًا طبيعيًا في سياق الأسواق المالية، إذ يلجأ المستثمرون إلى البيع لجني الأرباح عند بلوغ مستويات سعرية مرتفعة، ومن ثم إعادة توزيع السيولة على أسهم أخرى تمتلك فرصًا لتحقيق مكاسب مستقبلية.
وأشارت رمسيس إلى أن المؤشر الرئيسي يملك مستوى دعم قوي عند 35,400 نقطة، وهو المستوى الذي يمثل منطقة ارتداد محتملة إذا ما تمكنت قوى الشراء من الدفاع عنه. أما المؤشر السبعيني فقد سجل أعلى مستوى عند 10,650 نقطة وأدنى مستوى عند 10,500 نقطة، مع دعم رئيسي عند 10,250 نقطة.
وأكدت أن الأسواق تمر حاليًا بمرحلة توازن بين القوى الشرائية والبيعية، حيث تدفع العوامل غير السياسية، إلى جانب الترقب الاقتصادي، بعض المستثمرين نحو الحذر وتخفيف المراكز الاستثمارية، بينما ينتظر آخرون وضوح الرؤية للعودة بقوة إلى السوق.
وأضافت أن الوصول إلى قمم تاريخية يفرض اختبار هذه المستويات من خلال ضغوط بيعية، لتحديد الاتجاه المستقبلي للأسعار.
عمليات جني أرباح
من جانبه، قال إيهاب يعقوب، خبير أسواق المال، إن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية تراجع بنحو 400 نقطة في ختام الأسبوع، بعد عدة جلسات من الصعود المتواصل.
وأرجع يعقوب هذا التراجع إلى مزيج من عمليات جني أرباح متوقعة، إضافة إلى تجدد التوترات في المنطقة، وهو ما أثر على شهية المخاطرة لدى المستثمرين، موضحا أن الضغوط البيعية شملت معظم القطاعات، في حين ظل مستوى 35,400 نقطة بمثابة خط الدفاع الأول للمؤشر وإذا ما تمكن المؤشر من التماسك عند هذا المستوى، فقد نشهد عودة للزخم الشرائي واستهداف مستويات أعلى خلال الفترة المقبلة، أما كسره فقد يفتح المجال لاختبار مناطق دعم أدنى.
وأشار يعقوب إلى أن تعاملات الأسبوع أظهرت حذرًا واضحًا بين المستثمرين، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي عالميًا، وهو ما يجعل استراتيجيات التداول أكثر تحفظًا خلال الفترة الحالية.
تتجه أنظار المستثمرين حاليًا إلى أداء السوق في الجلسات المقبلة، لمعرفة ما إذا كان التراجع الحالي مجرد استراحة مؤقتة في مسار الصعود، أم بداية لموجة تصحيح أوسع، وسط مزيج من العوامل الفنية والجيوسياسية التي تحدد اتجاه البورصة المصرية.