الاكتفاء الذاتي من الطاقة.. هل تقترب مصر عبر استثمارات النفط والغاز؟

الغاز الطبيعي
الغاز الطبيعي

تركز الحكومة المصرية على خمسة محاور لاستعادة إنتاجية الغاز الطبيعي، وتشمل الخطة الاعتماد على سفن التغويز، وسداد مستحقات الشركات الأجنبية، وحث الشركاء على زيادة الإنتاج، إلى جانب إدخال خطي إنتاج جديدين من شل وإيني، وإضافة إنتاج إضافي من حقل ظهر.


اكتشافات جديدة 


وتتضمن الخطة حلًا متكاملًا يمتد لخمس سنوات لضمان توفير الوقود اللازم لمحطات الكهرباء وتفادي انقطاعات التيار، مع استكمال الاستعدادات في العين السخنة لاستقبال واردات الغاز المسال لتلبية احتياجات السوق المحلية.
تعتزم وزارة البترول المصرية حفر 133 بئرًا نفطية وغازية جديدة خلال العام المالي 2025-2026 باستثمارات تتجاوز 5.5 مليار دولار، بتمويل من الشركاء الأجانب، حيث تستهدف الخطة عدداً من الأحواض الرسوبية بهدف تعزيز الإنتاج المحلي من النفط والغاز، بحسب ما أكدته مصادر حكومية مطلعة.

وأوضحت المصادر أن الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" وهيئة البترول تخططان لحفر نحو 70 بئرًا خلال النصف الأول من العام المالي، وما يزيد على 60 بئرًا في النصف الثاني، وذلك في إطار السعي إلى تحقيق اكتشافات جديدة وزيادة المخزون الاستراتيجي من الطاقة.

كما كشفت المصادر أن واردات مصر من الغاز المسال ارتفعت بأكثر من الضعف في يوليو الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، لتصل إلى نحو مليون طن، مدعومة بتشغيل ثلاث وحدات تغويز ساعدت على تلبية احتياجات السوق المحلي.

وأكدت المصادر أن شركة إيني الإيطالية تسعى لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي من حقل ظهر بالمياه العميقة في البحر المتوسط، ليصل إلى نحو 120 مليون قدم مكعب يوميًا بحلول نوفمبر المقبل.

وأوضح المصادر أن الحفار سايبم 10000 بدأ بالفعل في حفر بئرين جديدتين للوصول إلى طبقات الغاز بالمياه العميقة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي لتعويض التناقص الطبيعي في إنتاج الحقل والذي يفقد ما يقارب 60 مليون قدم مكعب غاز شهريًا.

وأضاف أن البئرين الجديدتين تقعان بجوار آبار سابقة تم إغلاقها لأسباب فنية، مؤكدًا أن خطة التطوير تهدف إلى الحفاظ على معدلات الإنتاج الحالية وتعزيز مساهمة حقل ظهر في تلبية احتياجات السوق المحلي.

زيادة إنتاج الغاز الطبيعي 

تعتزم شركة "أباتشي" الأميركية زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي في مصر 15% إلى 550 مليون قدم مكعب يومياً، خلال الربع الرابع من العام الجاري، حيث بدأت الشركة برنامج حفر مكثف في مناطق امتيازها بالصحراء الغربية في شهر مارس بهدف تعزيز الإنتاج، تزامناً مع زيادة أسعار الكميات الجديدة من الإنتاج.

وستضيف الشركة  نحو 70 مليون قدم مكعب من الغاز مع انتهائها من إنشاء وتحديث تسهيلات الإنتاج الخاصة بالغاز في مناطق عملها بالصحراء الغربية. 

حوافز وتسهيلات جديدة

قال المهندس أحمد الزيات، عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، إن أسعار الطاقة في مصر ما زالت جاذبة للاستثمار، موضحًا أنها تُعد من الأقل عالميًا مقارنة بالعديد من الأسواق الناشئة والمتقدمة، وهو ما يمثل ميزة تنافسية مهمة للاقتصاد المصري.

وأشار "الزيات" إلى أن الدولة نجحت خلال الفترة الماضية في تهيئة بيئة استثمارية محفزة عبر تطوير البنية التحتية وتوفير مناطق استثمارية ولوجستية متكاملة، فضلًا عن التوسع في إنشاء المناطق المرفقة، ما يعزز من قدرة مصر على استقطاب المزيد من الشركات العالمية.

وأضاف أن الحكومة تعمل على تقديم حوافز وتسهيلات مالية وضريبية إلى جانب تسريع خطوات التحول الرقمي وميكنة الإجراءات، وهو ما يسهم في محاربة البيروقراطية وتيسير مناخ الأعمال، لافتًا إلى أن هذه الجهود تجعل مصر وجهة جاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية الباحثة عن أسواق واعدة.

تم نسخ الرابط