"الصناعة" تدرس إعادة تشغيل مصنع الحديد والصلب في حلوان بشكل جزئي

شركة الحديد والصلب
شركة الحديد والصلب المصرية

تدرس وزارة الصناعة والنقل في مصر إعادة تشغيل مصنع الحديد والصلب في حلوان بعد نحو خمس سنوات من قرار التصفية، في خطوة تعكس رغبة الحكومة في إحياء أحد أكبر المشروعات الصناعية التي مثلت لعقود رمزاً للصناعة الثقيلة، وتهدف الخطة الجديدة إلى تشغيل بعض الوحدات الحيوية بالمصنع بشكل جزئي، بما يسهم في دعم صناعة الصلب الوطنية وتقليل الاعتماد على الواردات في ظل الطلب المتزايد على حديد التسليح.

خطة تشغيل الشركة 


وتعمل وزارة الصناعة والنقل على وضع خطة تتضمن إعادة تشغيل وحدة الصب المستمر في "مصنع 7" التابع للمجمع الصناعي من خلال إضافة فرن جديد، وتعد هذه الوحدة أساسية لإنتاج البليت المستخدم في صناعة حديد التسليح، وهو ما يعزز تنافسية السوق المحلية ويقلل من فجوة الاستيراد، كما تشمل الخطة إنشاء مصنع جديد لإنتاج الحديد على مساحة 300 فدان من إجمالي أراضي الشركة البالغة نحو 3000 فدان، في حين يجري بحث استغلال باقي المساحات في إقامة صناعات غير كثيفة الطاقة مثل الصناعات الغذائية والملابس الجاهزة والأدوية، إضافة إلى بعض الصناعات البتروكيماوية، مع إمكانية تخصيص جزء محدود من الأراضي لمشروعات سكنية.

الصناعات كثيفة العمالة 


وكشفت مصادر مطلعة أن الخطة الجديدة لإعادة تشغيل مصنع حلوان تأتي في إطار مراجعة شاملة لسياسات التصنيع الثقيل في مصر، حيث تسعى الدولة إلى إيجاد صيغة توازن بين إعادة تشغيل الوحدات ذات الجدوى الاقتصادية والتوسع في صناعات كثيفة العمالة توفر فرص عمل مباشرة. 
وأضافت المصادر أن هناك اتصالات مع عدد من الشركات العالمية لدراسة الشراكة في تشغيل الوحدات أو تقديم التكنولوجيا اللازمة لتطوير خطوط الإنتاج.
يمثل التوجه نحو إعادة تشغيل مصنع الحديد والصلب في حلوان تحولاً لافتاً في السياسة الصناعية المصرية، خاصة أن القطاع يشهد تغيرات كبيرة مرتبطة بارتفاع أسعار الطاقة عالمياً وتزايد المنافسة من المنتجات المستوردة.

مشروعات البنية التحتية 


وتؤكد تقديرات خبراء الصناعة أن أي زيادة في الإنتاج المحلي من الصلب ستسهم في خفض الضغط على العملة الأجنبية، مع توفير احتياجات مشروعات البنية التحتية الكبرى التي تنفذها الدولة، حيث تسعى الحكومة من خلال هذه الخطوة إلى بناء نموذج جديد لإدارة أصول الدولة الصناعية يقوم على إعادة توظيف الوحدات القائمة وفق جدوى اقتصادية واضحة، مع استغلال الأراضي غير المستخدمة في أنشطة صناعية وخدمية متنوعة، وإذا ما تم تنفيذ الخطة وفق الجدول الزمني المرتقب، فإن إعادة تشغيل مصنع حلوان بشكل جزئي قد يشكل نقطة انطلاق جديدة نحو استعادة مكانة مصر في صناعة الصلب الإقليمية، فضلاً عن جذب استثمارات محلية وأجنبية تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من النمو الصناعي المستدام.


وكانت الحكومة قد أعلنت في يناير 2020 قرار تصفية شركة الحديد والصلب بعد سنوات من الخسائر المتراكمة، التي بلغت نحو 8.5 مليار جنيه حتى يونيو 2019، فضلاً عن مديونيات أخري مقاربة بحسب بيانات وزارة قطاع الأعمال العام، وفي ديسمبر 2024، أقرت الجمعية العامة العادية للشركة مد فترة التصفية حتى يناير 2026، لإتاحة مزيد من الوقت لتصفية الأصول وتسوية الالتزامات.

تم نسخ الرابط