أزمة أدوية القلب تتفاقم.. وغرفة الدواء تدعو إلى خطة عاجلة للتوفير

الأدوية
الأدوية

حذر الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، من تداعيات استمرار أزمة نقص بعض أدوية القلب الحيوية في السوق المصري، وفي مقدمتها دواء الأنوكسين المخصص لعلاج ضعف عضلة القلب، ومثيله المصري كاردسين، مؤكدًا أن الأزمة لم تعد محدودة بل تحولت إلى مشكلة عامة تهدد حياة آلاف المرضى.

شكاوي المرضي

وأوضح عوف في تصريحات خاصة، أن شعبة الأدوية تلقت خلال الفترة الماضية عشرات الشكاوى من المرضى وذويهم، الذين يضطرون للبحث عن الدواء في الصيدليات بمختلف المحافظات دون جدوى. 

وقال: "لا يجوز أن يظل المريض المصري يلف القطر كعب داير بحثًا عن علبة دواء قد تنقذ حياته، حياة الإنسان يجب أن تكون أولوية قصوى ولا تقل قيمة عن أي شهادة دولية أو اعتماد تحصل عليه الصناعة الدوائية".

وأضاف أن الأزمة لا تتعلق بشكل مباشر بندرة الدولار كما يعتقد البعض، موضحًا أن العملة الأجنبية متاحة نسبيًا، لكن الخلل يكمن في غياب آليات الرصد المبكر لنواقص الأدوية وعدم اتخاذ خطوات استباقية لتأمين السوق، سواء من خلال زيادة الإنتاج أو ضخ بدائل علاجية مناسبة في الوقت المناسب.

وأشار رئيس الشعبة إلى أن استمرار نقص هذه الأدوية يضع المرضى أمام مخاطر صحية جسيمة قد تصل إلى تهديد حياتهم، خاصة أن الأدوية المشار إليها لا تُستخدم لعلاج أمراض عارضة وإنما تُعد منقذة للحياة.

تحقيق عاجل 

وشدد على أن الأزمة تتطلب تحقيقًا عاجلًا وشفافًا يحدد أسباب غياب هذه الأصناف من السوق، مع إعلان خطة واضحة من جانب هيئة الدواء المصرية لتوفير الدواء ومثائله في أسرع وقت.

ولفت عوف إلى أن مسؤولية حل الأزمة تقع على أكثر من طرف، بداية من الشركات المنتجة والموزعين وحتى الجهات الرقابية، مشددًا على أن التعامل مع ملف الدواء يجب ألا يكون إداريًا بحتًا أو مجرد أرقام في تقارير، بل باعتباره ملفًا إنسانيًا يرتبط مباشرة بحياة الناس.

كما دعا إلى تسريع إجراءات الإفراج عن الشحنات المستوردة العالقة بالموانئ، وتشجيع الشركات المحلية على إعادة تشغيل خطوط إنتاج البدائل المصرية مثل كاردسين، لتوفير احتياجات السوق بشكل عاجل، ومنع تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلًا.

مقترحات الدواء والصحة


وأكد عوف أن شعبة الأدوية ستتواصل بشكل مباشر مع وزارة الصحة وهيئة الدواء لطرح مقترحات وحلول عملية، على رأسها وضع آلية للرصد المبكر لنواقص الأدوية الحيوية، وتعزيز التعاون مع الشركات المنتجة لتأمين المخزون الاستراتيجي.

واختتم تصريحاته قائلًا: "لا يمكن أن تُترك حياة المرضى فريسة لنقص الأدوية، المطلوب تحرك عاجل وحلول جذرية، لأن حياة الناس ليست مجرد ملف ثانوي، بل أمانة ومسؤولية على عاتق الجميع".

تم نسخ الرابط