تحركات إيجابية للأسهم القيادية تعيد الزخم للسوق وتدعم المؤشرات

شهدت البورصة المصرية، في ثاني جلسات الأسبوع اليوم الإثنين، انتعاشة قوية أعادت بعض الثقة للمستثمرين، بعدما ربح رأس المال السوقي نحو 4 مليارات جنيه، ليغلق عند مستوى 2.467 تريليون جنيه، مدفوعًا بعمليات شراء مكثفة من قبل المؤسسات المحلية والعربية، مقابل تراجع الضغوط البيعية التي سيطرت على تعاملات أمس.
ويأتي هذا الارتداد عقب جلسة الأحد التي تكبدت خلالها البورصة خسائر حادة بلغت 28 مليار جنيه، نتيجة حالة الترقب والقلق لدى المستثمرين قبل استيعاب قرارات السياسة النقدية الأخيرة، حيث كان البنك المركزي المصري قد أعلن خفض أسعار الفائدة الأساسية بمقدار 200 نقطة أساس دفعة واحدة، في خطوة تهدف لدعم النشاط الاقتصادي وخفض تكلفة الاقتراض.
القوي الشرائية
وفي هذا السياق، قال حسام عيد، محلل أسواق المال، إن البورصة أظهرت اليوم رد فعل إيجابي على قرار خفض الفائدة، بعد أن استوعب المستثمرون تداعيات الخطوة وبدأت القوى الشرائية في العودة تدريجيًا.
وأضاف في تصريحات خاصة أن المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" تمكن من تقليص خسائره السابقة والعودة للصعود، بدعم من الأسهم القيادية التي شهدت نشاطًا ملحوظًا بقيادة قطاعات البنوك والعقارات والخدمات المالية.
وأوضح عيد أن التراجعات العنيفة التي شهدتها السوق في جلسة أمس كانت طبيعية كحركة تصحيحية سريعة، خاصة بعد موجة مكاسب قوية حققتها الأسهم خلال الأسابيع الماضية، مشيرًا إلى أن خفض الفائدة من شأنه تعزيز جاذبية الاستثمار في الأسهم مقارنة بالأدوات الادخارية، مما سيدعم الأداء الإيجابي للسوق في المدى القصير والمتوسط.
تحركات المؤشرات
وأغلق المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" مرتفعًا بدعم من مشتريات المؤسسات المحلية التي استهدفت أسهماً مصرفية كبرى، فيما حافظ مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70 متساوي الأوزان" على توازنه نسبيًا، مع ميل صافي تعاملات المستثمرين الأجانب للبيع.
مستقبل السوق
ويرى محللون أن قرار خفض الفائدة سيمنح دفعة قوية للبورصة خلال الفترة المقبلة، حيث يُتوقع أن تتجه المزيد من السيولة نحو الأسهم مع تراجع جاذبية العوائد الثابتة، كما أن نتائج الأعمال الفصلية المرتقبة للشركات قد تضيف زخمًا إضافيًا، خاصة في القطاعات المرتبطة بالتمويل العقاري والإنشاءات.
واختتم عيد تصريحه بالتأكيد على أن استمرار الاتجاه الصعودي للسوق مرهون بقدرة المؤشر الرئيسي على الثبات فوق مستويات الدعم الرئيسية، لافتًا إلى أن جلسة اليوم أرسلت رسالة اطمئنان للمستثمرين بأن السوق ما زال يحتفظ بجاذبيته، وأن التراجعات السابقة لم تكن سوى حركة مؤقتة.