مصر تعزز قدراتها في الغاز باتفاقيات جديدة ومشروعات استراتيجية إقليمية

تواصل مصر تعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي، من خلال مشروعات استراتيجية واتفاقيات استثمارية كبرى مع شركاء دوليين، حيث تمتلك مصر قدرات إنتاجية واستهلاكية قوية تصل إلى 7 مليارات قدم مكعبة يوميًا، مدعومة بوحدات تغويز جديدة ومصادر بديلة متنوعة، في الوقت الذي وقّعت فيه الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" 4 اتفاقيات جديدة باستثمارات تتجاوز 340 مليون دولار للبحث والاستكشاف في البحر المتوسط والدلتا، فضلًا عن مباحثات مصرية – قبرصية لتسريع مشروع ربط حقل كرونوس القبرصي بالبنية التحتية المصرية، بما يعزز أمن الطاقة ويعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني.
القدرات الإنتاجية
كشف المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، أن مصر تمتلك قدرات إنتاجية واستهلاكية قوية في قطاع الغاز الطبيعي تصل إلى نحو 7 مليارات قدم مكعبة يوميًا، موزعة بين 4 مليارات قدم مكعبة من الإنتاج المحلي، و3 مليارات قدم مكعبة عبر وحدات التغويز المستوردة، بما يضمن تحقيق أمن الطاقة واستقرار السوق المحلي، وذلك من خلال إضافة 5 وحدات جديدة 3 منهم في العين السخنة وواحدة في الأردن يتم ربطها حاليًا وأخري تابعة للشركة المتحدة برصيف الشركة بدمياط، وكل وحدة تسطيع أن تستقبل 750 مليون قدم مكعب، بجانب البدائل المحلية باستخدام المازوت، كما تمتلك مصر بدائل على البحر المتوسط والبحر الأحمر، بخلاف الطاقة النووية والمتجددة.
وأوضح كمال أن الدولة عملت خلال السنوات الماضية على بناء بدائل متنوعة للطاقة، من بينها الطاقات الجديدة والمتجددة، إضافة إلى مشروعات الطاقة النووية، التي ستسهم بدورها في تقليل استهلاك الغاز الطبيعي المخصص لقطاعات الكهرباء والصناعة، ما يفتح المجال أمام زيادة كميات التصدير وتحقيق عوائد إضافية للاقتصاد.
وأشار وزير البترول الأسبق إلى أن مصر ماضية في خطتها الاستراتيجية لتنويع مصادر الإمداد، حيث وقّعت اتفاقية لاستقبال الغاز القبرصي، وهو ما يعزز المرونة في إدارة موارد الطاقة، مؤكدًا أن وفدًا مصريًا رفيع المستوى توجه مؤخرًا إلى نيقوسيا لمتابعة تنفيذ الاتفاق ومناقشة الجوانب الفنية المتعلقة بالبنية التحتية لنقل الغاز وتشغيله في السوق المحلية أو إعادة تصديره بعد تسييله.
وشدد كمال على أن هذه الجهود تعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي، وتمنحها قدرة أكبر على مواجهة أي تقلبات في أسواق الطاقة العالمية.
4 اتفاقيات جديدة
استمرارًا لجهود دفع عجلة الاستثمار في قطاع الغاز الطبيعي، وقّعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" 4 اتفاقيات جديدة مع عدد من كبرى الشركات العالمية للبحث عن الغاز والبترول في البحر المتوسط والدلتا، بإجمالي استثمارات حدها الأدنى يتجاوز 340 مليون دولار، مع التزام بحفر 10 آبار جديدة.
وتشمل الاتفاقيات:
الأولى في منطقة ميرنيث البحرية بالبحر المتوسط مع شركة شل العالمية، باستثمارات تبلغ 120 مليون دولار وحفر 3 آبار.
الثانية في منطقة شرق بورسعيد البحرية بالبحر المتوسط مع شركة إيني الإيطالية، باستثمارات تقدر بـ100 مليون دولار وحفر 3 آبار.
الثالثة في منطقة شمال الخطاطبة الأرضية بدلتا النيل مع شركة زاروبيج نفط الروسية، باستثمارات تصل إلى 14 مليون دولار وحفر 4 آبار.
الرابعة في منطقة شمال دمياط البحرية بالبحر المتوسط مع شركة أركيوس إنرجي العالمية، باستثمارات تبلغ نحو 109 ملايين دولار.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، وزيادة إنتاج الغاز بما يسهم في دعم خطط التنمية الاقتصادية، وتحقيق أمن الطاقة محليًا وإقليميًا.
المباحثات المصرية القبرصية
شهدت المباحثات المصرية – القبرصية تركيزًا على تسريع تنفيذ المشروع الاستراتيجي لربط حقل كرونوس القبرصي بتسهيلات البنية التحتية المصرية، مع التأكيد على بدء استقبال الغاز في مصر وإعادة تصديره للأسواق الأوروبية عبر مجمعات الإسالة المصرية اعتبارًا من عام 2027، في خطوة تعزز مكانة القاهرة كمركز محوري لتجارة وتداول الطاقة بالمنطقة، وتفتح أمام قبرص آفاقًا أوسع للقيام بدور رئيسي كمُصدر للغاز إلى أوروبا.