البورصة المصرية تواصل صعودها مدعومة بمؤشرات اقتصادية قوية وسط تباين المؤشرات
شهدت البورصة المصرية خلال تعاملات أمس الإثنين حالة من التباين بين مؤشرات السوق، إذ واصل المؤشر الرئيسي صعوده مدفوعًا بأداء الأسهم القيادية، فيما تراجعت بعض المؤشرات الأخرى تحت ضغوط بيعية على أسهم المضاربات، وهو ما يعكس حالة من الحذر والترقب لدى المستثمرين.
عوامل تدعم الصعود
قال الدكتور معتصم الشهيدي، خبير أسواق المال، إن هناك حزمة من العوامل تدعم الاتجاه الصاعد للبورصة المصرية، أبرزها تحسن معدلات النمو الاقتصادي، وارتفاع احتياطي النقد الأجنبي إلى 49.25 مليار دولار بنهاية أغسطس الماضي، وانخفاض سعر صرف الدولار أمام الجنيه، بالإضافة إلى قرارات خفض أسعار الفائدة، مشيراً إلى أن هذه العوامل تعزز من جاذبية السوق وتزيد ثقة المستثمرين المحليين والأجانب.
وأضاف الشهيدي أن التذبذبات الحالية أمر طبيعي بعد وصول السوق إلى مستويات قياسية، حيث شهدت الأسهم القيادية عمليات جني أرباح، بالتوازي مع عودة النشاط للأسهم الصغيرة والمتوسطة، موضحًا أن سهم البنك التجاري الدولي ساهم بشكل ملحوظ في عملية التصحيح الأخيرة، بعدما تراجع من 102 جنيه إلى نحو 94.1 جنيه قبل أن يعاود الصعود إلى حدود 95.5 جنيه، وهو ما دعم مؤشر EGX30 خلال جلسة التداول.
وأشار إلى أن السوق المصرية تتحرك بشكل قطاعي وعلى فترات متدرجة، وفقاً لمدى تأثر القطاعات بالدورة الاقتصادية، لافتاً إلى أن الشركات الصناعية والمصدرة كانت من أبرز المستفيدين من تحرير سعر الصرف العام الماضي، حيث حققت إيرادات دولارية وأرباحاً قوية من فروق أسعار العملة، مؤكداً أن استمرار دعم الدولة للتصدير والتشغيل سيساعد هذه الشركات على زيادة الإنتاج وخفض التكاليف على المدى المتوسط.
نتائج جلسة الإثنين
أنهت مؤشرات البورصة تعاملات اليوم على تباين واضح، حيث ارتفع المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" بنسبة 0.42% ليغلق عند 34,601 نقطة، كما صعد مؤشر "إيجي إكس 30 محدد الأوزان" بنسبة 0.12% مسجلاً 42,453 نقطة، وزاد مؤشر "إيجي إكس 30 للعائد الكلي" بنسبة 0.4% ليغلق عند 15,546 نقطة.
في المقابل، تراجع مؤشر EGX35-LV بنسبة 0.24% ليسجل 3,863 نقطة. وعلى مستوى الشركات المتوسطة والصغيرة، ارتفع مؤشر "إيجي إكس 70 متساوي الأوزان" بنسبة طفيفة بلغت 0.06% ليغلق عند 10,869 نقطة، بينما تراجع مؤشر "إيجي إكس 100 متساوي الأوزان" بنسبة 0.07% مسجلاً 14,315 نقطة. كما انخفض مؤشر الشريعة الإسلامية بنسبة 0.4% عند 3,465 نقطة، وبلغت قيمة التداولات الإجمالية نحو 5.2 مليار جنيه، فيما ربح رأس المال السوقي نحو 6 مليارات جنيه ليغلق عند مستوى 2.450 تريليون جنيه.
قراءة في الأداء
ويرى محللون أن التباين في أداء المؤشرات يعكس إعادة هيكلة للمراكز الاستثمارية داخل السوق، مع ترقب المستثمرين لزيادة السيولة من قبل المؤسسات المحلية والأجنبية خلال الفترة المقبلة، كما أن استمرار النشاط على الأسهم القيادية يمنح السوق زخماً إضافياً، في وقت يتوقع فيه أن تشهد قطاعات التصدير والصناعة دفعة قوية من الإصلاحات الاقتصادية الجارية.