البنوك الرقمية.. تكنولوجيا ذكية تحمي الحسابات البنكية من مخاطر الاحتيال

الحسابات البنكية
الحسابات البنكية

لم تعد الحسابات البنكية الإلكترونية مجرد خيار إضافي للعملاء، بل أصبحت في صدارة الخدمات المصرفية اليومية، سواء في تحويل الأموال أو دفع الفواتير أو متابعة المعاملات المالية لحظة بلحظة، ومع توسع استخدام هذه الخدمات، ازدادت محاولات الاحتيال الإلكتروني، ما دفع البنوك لتسريع استثماراتها في أنظمة حماية متطورة قادرة على مواجهة التهديدات المتنامية.

اليوم تعتمد المؤسسات المالية على التقنيات الذكية لرصد أي نشاط غير اعتيادي قد يشير إلى محاولة اختراق، فبمجرد أن يُجري العميل عملية سحب أو شراء من دولة لم يسبق له التعامل معها، أو يحاول أحدهم تسجيل الدخول مرارًا بكلمات مرور خاطئة، تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بوقف العملية وإرسال تنبيه فوري إلى البنك والعميل، وهذا التطور جعل اكتشاف الاحتيال أسرع بكثير مقارنة بالأساليب التقليدية.

وتتوسع البنوك كذلك في استخدام القياسات الحيوية مثل بصمة الوجه أو الصوت بدلاً من كلمات المرور، نظرًا لصعوبة تزويرها أو الحصول عليها من قِبل المحتالين، وبعض البنوك لجأت أيضًا إلى تقنيات "Tokenization" التي تعمل على استبدال بيانات البطاقة الأصلية برمز مشفّر مؤقت، مما يمنع وصول بيانات العميل الحقيقية إلى التاجر أو الموقع الإلكتروني.

ورغم أهمية هذه التقنيات، يبقى وعي العميل عنصرًا لا غنى عنه، فالتجارب تشير إلى أن نسبة كبيرة من عمليات الاحتيال تبدأ من ثغرات بشرية، مثل الضغط على روابط مجهولة أو تنزيل تطبيقات وهمية تشبه تطبيق البنك الأصلي، لذلك تركز البنوك في مصر والمنطقة على حملات توعية متواصلة تحث العملاء على الحذر وعدم مشاركة بياناتهم السرية عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.

ذه الخطوة تتيح سرعة الإبلاغ عن أي معاملة مشبوهة وإيقافها قبل إتمامها. كما بدأت بعض البنوك في فرض تسجيل الدخول بخطوتين، وهو ما يعزز الأمان دون أن يشكل عبئًا على المستخدم.

المستقبل القريب قد يشهد اعتمادًا أوسع على الهويات الرقمية الموحدة، حيث يتم ربط الحسابات البنكية بمنصات حكومية أو مراكز بيانات وطنية آمنة، ما يقلل من فرص الاحتيال ويجعل سرقة الهوية شبه مستحيلة، غير أن هذه الخطوة تحتاج إلى بنية تحتية قوية وتعاون بين البنوك والحكومات لتطبيقها على نطاق واسع.

وحماية الحساب البنكي الإلكتروني مسؤولية مشتركة بين البنك والعميل، فالتكنولوجيا قادرة على صدّ معظم الهجمات، لكنها لن تجدي نفعًا إذا لم يكن العميل نفسه مدركًا لخطورة مشاركة بياناته أو إهمال متابعة حساباته. الرقمنة فتحت أبوابًا واسعة للراحة والسرعة، لكنها وضعتنا أيضًا أمام مسؤولية جديدة: حماية أموالنا بوعي وانتباه دائمين.

تم نسخ الرابط