س و ج.. كيف تعيد خطة الصناعات الاستراتيجية تشكيل مستقبل الاقتصاد المصري؟

تشهد مصر مرحلة جديدة في مسارها الصناعي، حيث وضعت الحكومة خطة شاملة تستهدف تعميق التصنيع المحلي وتقليل فاتورة الواردات، مع فتح الباب أمام المستثمرين للدخول في 28 صناعة واعدة تمثل مستقبل الاقتصاد الوطني، ويأتي هذا التوجه في إطار سعي الدولة لتوفير فرص استثمارية جاذبة، ودعم الصناعات الاستراتيجية التي تعد محركًا أساسيًا للنمو وخلق فرص العمل.
ما الهدف من خطة الحكومة الصناعية الجديدة؟
تعميق التصنيع المحلي، خفض الاعتماد على الواردات، وزيادة القدرة التنافسية للصناعة المصرية على المستويين الإقليمي والدولي.
كيف ساهمت المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية في هذا التوجه؟
من خلال وضع نظام محوكم قائم على الحوار المجتمعي بين أجهزة الدولة والقطاع الخاص قبل اتخاذ القرارات، ما عزز ثقة المصنعين ورسخ مبادئ الشفافية والانضباط.
ما الصناعات التي تركز عليها الحكومة؟
وزارة الصناعة حددت 28 صناعة وفرصة استثمارية واعدة، تم اختيارها وفقًا لاحتياجات السوق المحلي، وتوافر الطاقة والعمالة المدربة والخامات، إضافة إلى الاستفادة من موقع مصر الجغرافي كمركز توزيع للأسواق.
هل هناك حوافز خاصة بالمستثمرين؟
نعم، يجري العمل على تخصيص حوافز لفترة محدودة للمستثمرين الجادين الراغبين في ضخ استثمارات بالصناعات المستهدفة، تنفيذًا لتوجيهات رئاسية.
لماذا تُعد صناعة الحديد محورية؟
لأنها صناعة استراتيجية تدخل في تصنيع السيارات والأجهزة المنزلية ومواد البناء، بينما لا يزال السوق بحاجة إلى كميات أكبر من المسطحات والصاج وخام البيليت، ما يجعل التوسع فيها ضرورة ملحة.
كيف يتم ضمان التنسيق بين الوزارات والمستثمرين؟
من خلال توحيد الرؤى وحث المستثمرين على إقامة مشروعات في الصناعات المستهدفة بالتعاون مع الجهات المعنية، لضمان التوافق الكامل ودعم ثقة السوق.
ما الإجراءات الجديدة الخاصة بالطاقة؟
- إنشاء قائمة سوداء للمصانع التي تسرق الكهرباء وفرض عقوبات صارمة عليها.
- إصدار كتاب دوري يحدد معايير تحسين كفاءة الطاقة وترشيدها داخل المصانع.
ما النتائج المتوقعة؟
قطاع صناعي أكثر انضباطًا وشفافية، قادر على تلبية احتياجات السوق المحلي، وزيادة الصادرات، وخلق فرص عمل جديدة، بما يعزز مكانة مصر كوجهة صناعية واستثمارية خلال المرحلة المقبلة.
يأتي الاهتمام الحكومي بالصناعات الواعدة في إطار توجه استراتيجي أوسع لتعزيز دور القطاع الصناعي كقاطرة رئيسية للتنمية الاقتصادية، فمنذ إطلاق رؤية مصر 2030 وضعت الدولة الصناعة ضمن أولوياتها باعتبارها وسيلة أساسية لتقليل الاعتماد على الواردات، وتوفير فرص عمل، وزيادة الصادرات.
وخلال السنوات الأخيرة، عملت الحكومة على تطوير البنية التحتية الصناعية بإنشاء مجمعات صناعية متكاملة، وتبسيط إجراءات التراخيص، إلى جانب توقيع اتفاقيات تجارية تسمح بنفاذ المنتجات المصرية إلى أسواق جديدة، كما أن التركيز على الصناعات الاستراتيجية مثل الحديد، الكيماويات، والآلات، يعكس إدراك الدولة لأهمية بناء قاعدة إنتاجية قوية تسند خطط النمو المستدام وتؤهل الاقتصاد المصري لمنافسة أكبر في الأسواق الإقليمية والعالمية.