الإصلاحات الاقتصادية أمام اختبار جديد مع مراجعات صندوق النقد الدولي

تترقب الأوساط الاقتصادية في مصر نتائج المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الممول من صندوق النقد الدولي، في ظل إشارات متباينة بين تأكيد الحكومة على تحسن الأوضاع الاقتصادية، ودعوة الصندوق إلى تنفيذ إصلاحات أعمق لتعزيز النمو.
تصريحات الحكومة
أكد الدكتور أحمد كجوك، وزير المالية للسياسات، أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو استكمال المراجعتين، موضحاً أن مصر في وضع جيد لإنجاز هذه الخطوة قريباً، مشيرًا إلى أن معدل النمو والاستثمارات في تزايد، وأن الحكومة تستعد لإطلاق حزم تحفيزية جديدة تستهدف دعم التصدير والصناعة وأسواق المال، بما يجعل العام الحالي استثنائياً على صعيد الأداء الاقتصادي.
كما لفت كجوك إلى أن وزارة المالية تعمل بالتوازي على تنفيذ إصلاحات هيكلية في قطاعات حيوية، من بينها تطوير منظومة الجمارك، ما يسهم في تسريع حركة التجارة وخفض التكلفة على المستثمرين، حيث تضع الحكومة هذه الخطوات ضمن خطة أشمل لتحسين بيئة الأعمال وتعزيز ثقة المستثمرين الدوليين.
موقف صندوق النقد
أعلن صندوق النقد الدولي عزمه إرسال بعثة من الخبراء إلى القاهرة خلال خريف هذا العام لإجراء المراجعتين الخامسة والسادسة المشتركتين، وهي خطوة أساسية قبل الإفراج عن شرائح تمويل جديدة.
وأوضحت المتحدثة باسم الصندوق جولي كوزاك أن مصر حققت تقدماً في تحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي، غير أن المرحلة الحالية تتطلب إصلاحات أعمق قادرة على إطلاق العنان لإمكانات النمو وزيادة فرص الاستثمار.
وشدد الصندوق على أن الإصلاحات المقبلة ينبغي أن تركز على توسيع مشاركة القطاع الخاص، وتحسين إدارة المالية العامة، وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري، إلى جانب استمرار الجهود المبذولة لضبط الدين العام.
نظرة مستقبلية
يرى محللون أن موقف الحكومة الحالي يعكس رغبتها في طمأنة الرأي العام والمستثمرين بشأن استقرار الاقتصاد، مع التأكيد على التزامها الكامل ببرنامج الصندوق.
ويسعى الصندوق إلى ضمان تنفيذ إصلاحات أعمق وأكثر استدامة، خصوصاً في ظل استمرار حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وبين ضغوط الإصلاح ومتطلبات النمو، يبقى نجاح مصر في تحقيق توازن دقيق بين الأهداف الاجتماعية والاقتصادية شرطاً أساسياً لاستكمال البرنامج، واستعادة ثقة الأسواق الدولية، وتعزيز قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات المقبلة.