الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة.. وخبير يؤكد: التنظيم أساس الاستفادة

يشهد العالم في السنوات الأخيرة تحولات جذرية يقودها الذكاء الاصطناعي (AI)، الذي أصبح ركيزة أساسية في خطط التطوير لدى الحكومات والشركات العملاقة على حد سواء، فالتكنولوجيا التي كانت قبل سنوات حكرًا على معامل البحث والتجارب، أصبحت اليوم عنصرًا مباشرًا في قطاعات الصناعة، الصحة، التعليم، وحتى الحياة اليومية للأفراد.
الذكاء الاصطناعي فرصة
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد فوزي، الخبير التكنولوجي، إن الذكاء الاصطناعي يمثل سلاحًا ذا حدين، فهو قادر على إحداث نقلة نوعية في الإنتاجية وتحسين الخدمات إذا تم توظيفه بشكل منظم، لكنه قد يتحول إلى تهديد إذا استُخدم بلا ضوابط واضحة.
وأضاف في تصريحات خاصة: "الدول النامية أمام فرصة تاريخية لاقتناص ثمار الثورة التكنولوجية، لكن ذلك مرهون بالاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتأهيل الكفاءات المحلية، بما يضمن الاستفادة من التكنولوجيا بدلًا من الاعتماد الكامل على الشركات الأجنبية."
قطاعات تواكب التغيير
وكشف الخبير التكنولوجي عن القطاعات التي تواكب التغيير باستغلال الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، والتي من بينها:
التصنيع: منذ عقود اعتمدت المصانع على الأذرع الروبوتية، لكن اليوم باتت أجهزة الاستشعار والتحليل التنبئي قادرة على تقليل الأعطال وخفض التكلفة، مما يزيد من تنافسية المنتجات.
الرعاية الصحية: تسهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في التشخيص السريع والدقيق للأمراض، ومتابعة حالة المرضى لحظة بلحظة، بالإضافة إلى تسريع عمليات اكتشاف الأدوية.
التمويل: تعتمد البنوك وشركات التأمين على أنظمة ذكية لكشف محاولات الاحتيال، وتحليل المخاطر، بينما يستفيد المستثمرون من قدرات الذكاء الاصطناعي على قراءة ملايين البيانات في ثوانٍ.
التعليم: لم يعد التعليم مجرد مناهج ورقية، بل دخلت المنصات الرقمية التفاعلية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لقياس استيعاب الطالب واقتراح طرق بديلة للتعلم.
النقل: من السيارات ذاتية القيادة إلى أنظمة المرور الذكية، أصبح التنقل أكثر أمانًا وكفاءة بفضل الخوارزميات المتطورة.
تحديات لا يمكن تجاهلها
وأكد الخبير أنه رغم المزايا الكبيرة، تثير هذه التقنيات مجموعة من المخاطر، أبرزها فقدان بعض الوظائف التقليدية لصالح الأتمتة، إلى جانب التهديدات المرتبطة بالخصوصية والأمن السيبراني، مشددًا على أهمية سن تشريعات تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي وتضمن تحقيق التوازن بين الاستفادة الاقتصادية وحماية المجتمع.
مستقبل الابتكار
يتفق محللون على أن ما نشهده اليوم هو مجرد بداية لثورة تكنولوجية أوسع، ستعيد تشكيل كل تفاصيل الحياة اليومية، من الخدمات الحكومية إلى الترفيه الشخصي، وبينما قد تعالج بعض المشكلات بالتطوير المستمر، فإن التحدي الحقيقي يكمن في إدارة هذه الثورة بما يخدم التنمية المستدامة ويحافظ على الأمان المجتمعي.
ووفق تقارير متخصصة، فإن ما يقرب من 45% من المؤسسات حول العالم أدخلت بالفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمتها التشغيلية حتى منتصف 2025، فيما تتوقع مؤسسات بحثية أن تصل النسبة إلى أكثر من 70% بحلول 2028، وهذه الأرقام تعكس مدى تسارع انتشار هذه التكنولوجيا التي لم تعد ترفًا، بل ضرورة لمواكبة المنافسة العالمية.