الذهب يواصل التحليق قرب أعلى مستوى تاريخي مع ترقب الأسواق لقرارات الفيدرالي
سجلت أسعار الذهب العالمية قفزة جديدة في تعاملات اليوم الاثنين، لتقترب من أعلى مستوى تاريخي على الإطلاق، مع تزايد إقبال المستثمرين على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل ترقبهم لبيانات التضخم الأميركية وخطابات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع.
وبحلول الساعة 09:44 بتوقيت الرياض، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% ليسجل 3708.46 دولار للأونصة، بعد أن لامس الأسبوع الماضي مستوى قياسياً عند 3707.40 دولار، كما صعدت العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.9% لتبلغ 3739.20 دولار للأونصة.
ويرى محللون أن التوجه الحالي للفيدرالي الأميركي نحو خفض أسعار الفائدة يضيف زخماً لحركة الذهب، إذ يدعم ذلك جاذبية المعدن الأصفر مقارنة بالأدوات الاستثمارية الأخرى، خاصة مع استمرار الطلب من جانب البنوك المركزية الكبرى حول العالم.
وقال تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في شركة "كيه سي إم تريد"، إن الذهب عاد ليقترب مجدداً من مستويات 3700 دولار، مشيراً إلى إمكانية تسجيل قمم جديدة خلال الأيام المقبلة إذا واصلت البيانات الاقتصادية الأميركية إعطاء إشارات تسمح للفيدرالي بالاستمرار في سياسة التيسير النقدي.
وتتجه الأنظار حالياً إلى صدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي يوم الجمعة المقبل، وهو المؤشر المفضل لدى الفيدرالي لقياس معدلات التضخم، فيما ينتظر أن يتحدث ما لا يقل عن 12 من مسؤولي البنك المركزي الأميركي هذا الأسبوع، بينهم رئيسه جيروم باول يوم الثلاثاء.
وكان الفيدرالي الأميركي قد خفّض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي بمقدار 25 نقطة أساس، مع الإشارة إلى احتمال إجراء مزيد من الخفض خلال الأشهر المقبلة، وهو ما رفع توقعات المستثمرين بحدوث خفضين إضافيين في أكتوبر وديسمبر من العام الجاري.
ومنذ بداية 2025، ارتفع الذهب بأكثر من 40% مدفوعاً بمزيج من العوامل، في مقدمتها التوترات الجيوسياسية العالمية، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وعمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية، إضافة إلى التيسير النقدي الذي أعاد المعدن النفيس إلى صدارة الملاذات الآمنة.
وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% لتسجل 43.20 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى لها منذ 14 عاماً، بينما تراجع البلاتين 0.4% إلى 1398.40 دولار، وصعد البلاديوم بشكل طفيف بنسبة 0.1% ليسجل 1150.75 دولار للأونصة.
وبحسب خبراء، فإن المرحلة المقبلة قد تشهد استمرار الطلب على الذهب مع بقاء الضبابية مسيطرة على المشهد الاقتصادي العالمي، ليظل المعدن الأصفر مرشحاً لتسجيل مستويات قياسية جديدة خلال الربع الأخير من العام.
