المنتدى العالمي للحد من المخاطر: 6 عوامل تدفعنا نحو زيادة الكوارث وتفاقم آثار تغير المناخ
آثار تغير المناخ، وما يرتبط بها من ارتفاع مستوى سطح البحر والطقس المتطرف، تتفاقم جراء المستويات القياسية لغازات الاحتباس الحراري، إلى جانب التوسع الحضري والتدهور البيئي والإجهاد المائي، مما يتسبب في أزمات متداخلة، وثمة حاجة إلى تغيير جذري في المسار، طبقاً للمنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث.
وأعلن الأمين العام للمنظمة (WMO)، بيتيري تالاس، في المنتدى
العالمي للحد من مخاطر الكوارث "أننا نشهد أعلى مستويات تركيزات ثاني أكسيد الكربون
في الغلاف الجوي منذ 3 ملايين عام،"، وأن أحر 4 سنوات مسجلة جاءت في السنوات الأربع
الماضية، كما يُتوقع أن يستمر الاتجاه الاحتراري المشهود منذ بداية القرن بسبب زيادة
مستويات غازات الاحتباس الحراري. ولا بد من اتخاذ تدابير للتخفيف من تغير المناخ، وكذلك
للتكيف معه.
وأضاف تالاس أن "الولايات المتحدة وحدها شهدت خلال العام الماضي
14 كارثة تتصل بالطقس والمناخ، خلَّفت دمارًا، وتجاوزت تكلفة كل منها مليار دولار أمريكي،
بتكلفة إجمالية قدرها 49 مليار دولار تقريباً، وعلى مستوى العالم، تضرر أكثر من 35
مليون شخص بالفيضانات، وهذا العام، تسبب الإعصار المداري إيداي في وفاة أكثر من
1000 شخص في موزامبيق وزمبابواي وملاوي، وبعد ذلك بأسابيع قليلة، ألَّمَ الإعصار المداري
كينيث بأقصى شمال موزامبيق، وهو أقوى إعصار مداري مشهود منذ بدء السجلات في العصر الحديث،".
ويركز المنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث لعام 2019 على التعجيل باتخاذ
الإجراءات لتعزيز القدرة على مقاومة المخاطر الطبيعية المتداخلة التي تعطّل أو تدمر
حياة ملايين الأفراد كل عام.
ويعقد مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNISDR) المنتدى كل عامين، وقد
عُقد منتدى هذا العام في الفترة من 13 إلى 17 مايو الجاري.
وأدلى تالاس ببيان مشترك نيابة عن منظومة الأمم المتحدة، وأعلن حاجتنا
إلى "إجراء تغييرات جذرية في المسار" للتصدي للأزمات العالمية.
وقال تالاس في البيان المشترك "ليس لدينا وقت نضيعه، وكما أشار الأمين
العام للأمم المتحدة فإن "تغير المناخ يسير بوتيرة تتجاوز سرعتنا في التحرك"،
والتوسع الحضري والتصنيع، وندرة الماء، وتدهور الأراضي والتصحر، وضياع التنوع البيولوجي،
ليس إلا بعضًا من العناصر المتداخلة الكثيرة الدافعة نحو زيادة الكوارث وتفاقم آثار
تغير المناخ، والبلدان والسكان الأشد ضعفاً يواجهون بالفعل آثاراً مدمرة، وكما شهدنا
في السنوات الأخيرة في موزامبيق والهند وشرق أفريقيا وفي بلدان ومناطق كثيرة أخرى حول
العالم، يعود ملايين السكان إلى براثن الفقر كل عام بسبب المناخ ومخاطر الكوارث، ويتعرض
الملايين للتشرد، ويتخلف كثيرون عن الركب،".
وأشار البيان إلى أننا "نحتاج إلى مضاعفة الجهود لإدارة المخاطر الحالية
التي استفحل أمرها مع مرور الوقت، والحيلولة في الوقت ذاته، قدر الإمكان، دون نشوء
مخاطر جديدة،".
ويهدف المنتدى العالمي إلى التعجيل بتحقيق تقدم نحو بلوغ الأهداف الرئيسية
لإطار سِنداي للحد من مخاطر الكوارث 2015 - 2030، والخطة العالمية للحد من خسائر الكوارث،
التي اعتمدها المجتمع الدولي في مارس 2015.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقرير التقييم العالمي
لعام 2019، الذي نُشر بالتزامن مع المنتدى العالمي، قائلًا: "إذا اخترت عبارة
واحدة لأصف حالة العالم فسأقول إننا نعيش في عالم يواجه صعوبات تزداد تضافرًا، بينما
نقدم حلولاً تزداد تشتتاً لمواجهتها، وإذا لم يتغير هذا الأسلوب تماماً، فإننا نوفر
الأسباب لحدوث الكوارث".
ويهدف المنتدى العالمي إلى استعراض التقدم المحرز، وتقاسم المعارف، ومناقشة
آخر التطورات والاتجاهات في الحد من مخاطر الكوارث.