إعلان البنك الأهلي المصري.. درس في تحويل الوعي المصرفي إلى ظاهرة مجتمعية

نجح البنك الأهلي المصري في تقديم واحدة من أنجح حملات التوعية المصرفية في مصر والمنطقة، بعدما تجاوز إعلانُه الأخير، الذي يشارك فيه الفنان عصام عمر، حاجز 100 مليون مشاهدة على منصاته الرسمية.
الإعلان لم يكن ترويجًا لخدمة بنكية، بل حملة توعوية ضد أساليب الاحتيال المالي التي تستهدف العملاء، بأسلوب يجمع بين الذكاء والبساطة والدراما الواقعية.
رسالة جادة في قالب شعبي
تميّز الإعلان بقدرته على مخاطبة الجمهور بلغة قريبة من حياتهم اليومية وبأداء بسيط وعفوي، قدّم عصام عمر مشاهد مألوفة لكل المصريين، ليصل برسالة قوية مفادها: “ولا تدي بياناتك لحد، البنك مش هيطلبها منك كده أبدًا.”
بهذا الأسلوب الإنساني، تحوّل الإعلان إلى رسالة وعي جماهيرية، جعلت المتابعين يتبادلونها باعتبارها نصيحة من صديق، لا إعلانًا رسميًا.
ظاهرة رقمية غير مسبوقة
لم يستغرق الأمر سوى أيام حتى تصدّر الإعلان ترند مواقع التواصل الاجتماعي، محققًا انتشارًا فيروسيًا واسعًا.
المفاجأة لم تكن فقط في الأرقام القياسية للمشاهدات، بل في مستوى التفاعل الإيجابي من الشباب الذين تبنّوا الرسالة وأعادوا نشرها بعبارات مثل “اتعلمنا من عصام عمر”، في دلالة على نجاح الهدف التوعوي للحملة.
تسويق واعٍ ومسؤولية مجتمعية
ما فعله البنك الأهلي المصري يثبت أن المؤسسات المالية يمكن أن تؤدي دورًا مجتمعيًا مؤثرًا عبر أدوات الفن والإبداع، فقد واجه البنك خطر الاحتيال الإلكتروني بلغة بسيطة ومؤثرة، متجنبًا المصطلحات التقنية المعقدة، ليغرس بديلًا جديدًا في الوعي العام: أن الوعي هو خط الدفاع الأول عن أموال العملاء.
الحملة تمثل نموذجًا ناجحًا في التسويق السلوكي الذكي، إذ استخدمت الدراما لتوليد إدراك عاطفي أقوى من أي إعلان تقليدي، فكانت النتيجة مزيجًا نادرًا من الانتشار والفائدة.
وإعلان البنك الأهلي المصري لم يكن مجرد دعاية، بل تجربة تثبت أن الفن يمكن أن يحمي الاقتصاد، وأن الوعي حين يُقدَّم بلغة الناس، يصل إلى كل بيت عبر رسالة بسيطة وأداء صادق، وفكرة مسؤولة.. والنتيجة: 100 مليون مشاهد أكثر وعيًا.