مصر على أعتاب رقم قياسي.. ماذا يخفي 2025 للقطاع السياحي؟

تواصل مصر تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، حيث استقبلت 15 مليون سائح خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بنمو سنوي بلغ 21%، وفقًا لبيانات وزارة السياحة والآثار.
وهذا الإنجاز يقرب البلاد من تحقيق هدفها الطموح باستقبال 18 مليون سائح بنهاية العام، مدعومًا باستراتيجيات تنموية واستقرار اقتصادي وأمني، وهو ما نستعرضه في هذا التقرير، من سمارت فاينانس.
نمو قياسي في السياحة المصرية 2025
وأعلن وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، أن مصر استقبلت 8.7 مليون سائح خلال النصف الأول من 2025، ثم ارتفع العدد إلى 12.8 مليون بنهاية أغسطس، ليصل إلى 15 مليون سائح بنهاية سبتمبر.
وهذه الأرقام تعكس زيادة كبيرة مقارنة بـ15.78 مليون سائح في 2024، وهو الرقم الأعلى تاريخيًا.
وقال فتحي إن "الأرقام الحالية تشير إلى سهولة تحقيق مستهدف 17.5 إلى 18 مليون سائح بنهاية 2025"، مما يعزز مكانة مصر كواحدة من أسرع الوجهات السياحية نموًا عالميًا.
ووفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية (UN Tourism) لعام 2025، احتلت مصر مراكز متقدمة عالميًا في نمو السياحة، مدعومةً بتحسين البنية التحتية وزيادة الرحلات الجوية بنسبة 26% في النصف الأول من العام.
كما أشار تقرير المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) إلى أن القطاع السياحي ساهم بـ8.6% من الناتج المحلي الإجمالي في 2024، مع توقعات بارتفاع هذه النسبة في 2025.
الأثر الاقتصادي للسياحة في مصر
ويعد قطاع السياحة مصدرًا رئيسيًا للنقد الأجنبي في مصر، حيث سجلت إيرادات 15.3 مليار دولار في 2024، بنمو 9% عن العام السابق، وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري.
وعلى الرغم من عدم الكشف عن الإيرادات الكاملة لعام 2025 حتى الآن، تشير تقديرات أولية إلى تحقيق 12.5 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى، بدعم من زيادة الإنفاق السياحي الذي بلغ 97 دولارًا لليلة الواحدة.

ويتوقع تقرير فيتش سوليوشنز أن تصل الإيرادات إلى 17.4 مليار دولار بنهاية العام، مما يعزز الاحتياطيات الأجنبية التي بلغت 49.2 مليار دولار في أغسطس 2025.
ويساهم القطاع أيضًا في خلق فرص عمل، حيث يعتمد عليه 10-15% من القوى العاملة المصرية.
كما شهدت الفنادق إشغالًا مرتفعًا، خاصة في الغردقة وشرم الشيخ، بنسبة 80-100% خلال مواسم الذروة، مما يعكس الطلب المتزايد على الوجهات المصرية.
الوجهات السياحية الرائدة ودور المتحف المصري الكبير
وتصدرت السعودية وألمانيا وروسيا قائمة الدول المصدرة للسياح في 2024، مع إقبال متزايد من أسواق ناشئة مثل الهند وأوكرانيا في 2025، حيث تظل الغردقة وشرم الشيخ الوجهات الأكثر شعبية، بينما تشهد القاهرة والأقصر نموًا مدفوعًا بالسياحة الثقافية.
ومع الافتتاح الكامل للمتحف المصري الكبير في 1 نوفمبر 2025، يتوقع فتحي زيادة الزوار إلى ثلاثة أضعاف، من 5-6 آلاف زائر يوميًا إلى 15-18 ألفًا.
ويقع المتحف على بعد ميل من أهرامات الجيزة، ويمتد على مساحة 120 فدانًا، ويضم 100 ألف قطعة أثرية، بما في ذلك مقتنيات الملك توت عنخ آمون.
ومن المتوقع أن يجذب 5 ملايين زائر سنويًا، مما يعزز السياحة الثقافية ويطيل مدة إقامة الزوار في القاهرة، ووفقًا لبلومبرج، سيشكل المتحف دفعة كبيرة للقطاع، خاصة بعد عقدين من العمل على تطويره.
استراتيجيات تعزيز السياحة المصرية
وتعتمد مصر استراتيجية وطنية للسياحة تهدف إلى الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول 2028، حيث تشمل الخطة زيادة الطاقة الجوية ثلاث مرات، وإضافة 40-50 ألف غرفة فندقية سنويًا، لتصل إلى 450 ألف غرفة بحلول 2031.
كما أدخلت تسهيلات مثل تأشيرات الوصول الفوري من مطار القاهرة، وتم تطوير منتجات سياحية جديدة مثل "كايرو سيتي بريك" لتعزيز السياحة الثقافية.
ويدعم بنك فرص استثمارية بـ156 مشروعًا هذه الجهود، مع التركيز على الاستدامة والسياحة الخضراء.
ورغم الإنجازات، تواجه السياحة تحديات مثل التوترات الإقليمية، التي أثرت مؤقتًا على الحركة من دول الخليج.
ومع ذلك، توفر الاستثمارات في البنية التحتية والترويج العالمي فرصًا كبيرة لتجاوز هذه التحديات.
وتقترب مصر بثبات من تحقيق مستهدفاتها السياحية، مدعومةً بافتتاح المتحف المصري الكبير واستراتيجيات تنموية طموحة، ومع استمرار النمو، يظل القطاع السياحي ركيزة أساسية للاقتصاد، موفرًا فرصًا اقتصادية وثقافية مستدامة.