الذهب بعد موجة صعود تاريخية.. أسباب التراجع النسبي والاتجاه المستقبلي

قال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، إن الذهب شهد خلال عام 2025 موجة صعود استثنائية، حيث ارتفع عيار 21 في السوق المحلي من 3720 جنيهًا إلى 5740 جنيهًا، بنسبة تزيد عن 54%، مدفوعًا بالارتفاع الكبير للأونصة عالميًا وموجة شراء غير مسبوقة من البنوك المركزية والمستثمرين.
وأضاف واصف أن الأونصة العالمية سجلت مستويات قياسية عند 4356 دولارًا قبل أن تغلق تداولات الأسبوع عند 4249 دولارًا، في أطول موجة صعود منذ 17 عامًا، وهو ما يعكس قوة الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق العالمية.
وأشار واصف إلى أن أسباب هذا الصعود متعددة، وأهمها حالة القلق السائدة في الأسواق العالمية، وضعف البنوك الإقليمية الأمريكية، والتوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الاجتماعين المقبلين للاحتياطي الفيدرالي.
وقال إن هذا المناخ دفع المستثمرين للتحوط عبر الذهب، مما عزز من زيادة الأسعار عالميًا ومحليًا.
وأضاف أن الارتفاع التاريخي للذهب يعود أيضًا إلى مشتريات كبيرة من البنوك المركزية حول العالم، وعلى رأسها البنك المركزي الصيني، الذي واصل شراء الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي، فضلًا عن التدفقات الضخمة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب.
وأشار واصف إلى أن الأسواق الآسيوية، وخصوصًا الهند خلال موسم المهرجانات، ساهمت بشكل كبير في زيادة الطلب الاستهلاكي على المعدن النفيس، وهو ما دعم الاتجاه الصاعد للأسعار.
وقال واصف إن أي تراجع نسبي في أسعار الذهب محليًا أو عالميًا لا يعني انعكاس الاتجاه الصاعد، بل هو جزء طبيعي من تحركات السوق وتقييم المستثمرين للعرض والطلب، مؤكدًا أن الذهب مازال يحتفظ بمكانته كملاذ آمن أمام المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.
وأضاف أن الاتجاه العام للذهب صاعد على المدى المتوسط والطويل، مدعومًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وإصرار البنوك المركزية على زيادة احتياطياتها من المعدن النفيس.
وأوضح واصف أن الأداء التاريخي للذهب خلال 2025 يعكس إعادة رسم خريطة الاستثمارات العالمية في الأصول الآمنة، حيث يمثل الذهب خيارًا أساسيًا للمستثمرين الراغبين في حماية محافظهم من تقلبات الأسواق والأزمات العالمية.
وقال إن السوق المحلية شهدت هدوءًا نسبيًا في المبيعات، إذ يترقب المتعاملون تحركات الأونصة العالمية قبل اتخاذ أي قرارات شراء كبيرة، مؤكدًا أن هذا الترقب لا يغير من الاتجاه الصاعد طويل المدى.
وأضاف واصف أن الذهب قد يواصل الصعود عالميًا ليقترب من مستوى 4900 دولار للأونصة وفق توقعات كبار الخبراء، خاصة إذا واصل الاحتياطي الفيدرالي نهجه الحذر تجاه خفض الفائدة، مؤكدًا أن تصريحات مسؤولي الفيدرالي، وعلى رأسهم جيروم باول وكريستوفر والر، عززت توقعات المستثمرين بمزيد من الخفض.
وقال إن هذا الدعم يجعل الذهب لا يزال أداة استثمارية قوية وآمنة، سواء للمستثمرين المحليين أو العالميين، ويعكس أهمية المعدن في استقرار المحافظ المالية في ظل الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية.
وفي ختام تصريحه، قال واصف إن الذهب في 2025 حقق أداءً تاريخيًا غير مسبوق، مع موجة صعود قوية جعلته محور اهتمام المستثمرين عالميًا ومحليًا، مؤكّدًا أن المعدن النفيس سيظل ملاذًا آمنًا للمستثمرين، وأن السوق في الاتجاه العام صاعد ومستمر في استقطاب السيولة، رغم أي تقلبات طفيفة محتملة.