من الاستيراد إلى الإنتاج.. مصر تعيد رسم خريطة القمح لتحقيق الاكتفاء الذاتي

أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية أن مصر استوردت نحو مليوني طن من القمح منذ بداية السنة المالية الحالية في يوليو وحتى الآن، بانخفاض قدره نحو 16% على أساس سنوي، مؤكدة أن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح يكفي احتياجات البلاد لمدة تصل إلى 6 أشهر، بما يضمن استقرار منظومة الإمدادات وتأمين احتياجات الخبز للمواطنين.
تقليل فاتورة الواردات
وأوضحت أن تراجع أسعار القمح عالميًا خلال الفترة الأخيرة سيساهم في تكوين مخزون استراتيجي قوي وتقليل فاتورة الواردات والدعم الحكومي المخصص لرغيف الخبز، مشددة على استمرار تنويع مصادر استيراد القمح والتعاون مع عدد من الدول المنتجة للحبوب، لضمان استقرار السوق المحلية ودعم جهود الدولة في تعزيز الأمن الغذائي الوطني.
قال أحمد إبراهيم، الباحث بمركز البحوث الزراعية، إن القمح يمثل أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر، مشيرًا إلى أن الدولة تعتبره قضية أمن قومي لما له من دور رئيسي في تحقيق الاستقرار الغذائي للمواطنين.
وأوضح إبراهيم أن مصر تعتمد على استيراد كميات كبيرة من القمح لتلبية احتياجاتها المحلية، إلا أن الحكومة تعمل خلال السنوات الأخيرة على تقليل فجوة الاستيراد من خلال التوسع في المشروعات الزراعية الكبرى مثل مشروع مستقبل مصر والدلتا الجديدة، التي تستهدف زيادة الإنتاج المحلي باستخدام أحدث نظم الري والزراعة الحديثة.
وأضاف أن تطوير منظومة التخزين والتوريد ساهم في تقليل الفاقد وتحسين جودة الحبوب المحلية، إلى جانب الجهود المستمرة في توفير الأصناف المحسنة الأكثر قدرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة ورفع إنتاجية الفدان.
وأكد إبراهيم أن تحقيق الأمن الغذائي المصري يتطلب استمرار العمل على دعم المزارعين، وتبني سياسات زراعية متطورة تركز على التوسع في الزراعة المستدامة وتحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية.
خطة الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي
وفي إطار خطة الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح خلال السنوات المقبلة، أوضحت الوزارة أنها تعمل وفق مجموعة من الخطوات التنفيذية تشمل:
- التوسع في زراعة القمح المحلي ضمن مشروعات قومية كبرى مثل مستقبل مصر الزراعي والدلتا الجديدة لزيادة المساحات المزروعة.
- تحسين إنتاجية الفدان من خلال توفير أصناف محسّنة عالية الجودة ومقاومة للتغيرات المناخية.
- دعم المزارعين بتوفير التقاوي الجيدة والأسمدة والمعدات الحديثة بأسعار مناسبة.
- تطوير منظومة التخزين عبر إنشاء صوامع حديثة لتقليل الفاقد من القمح ورفع كفاءة التوريد.
- تحسين منظومة التوريد المحلية بتسهيل إجراءات تسلّم القمح وتشجيع الفلاحين على التوريد للدولة بأسعار مجزية.
- تنويع مصادر الاستيراد من دول مختلفة لضمان استقرار الإمدادات وعدم التأثر بالتقلبات العالمية.