أسعار الذهب والفضة تتأرجح بعد تراجع حاد مع انحسار موجة الصعود

شهدت أسعار الذهب والفضة حالة من التذبذب الحاد، بعد أكبر موجة بيع منذ أكثر من عقد، مع اتجاه المستثمرين إلى جني الأرباح وتزايد المخاوف من المبالغة في تقييم المعادن الثمينة عقب موجة صعود قياسية استمرت أسابيع.

وتداول الذهب الفوري قرب مستوى 4140 دولاراً للأونصة، بعد أن فقد 6.3% من قيمته في جلسة الثلاثاء، في أكبر انخفاض يومي منذ أكثر من 12 عاماً، بينما ارتفعت الفضة بشكل طفيف بعد أن هوت 8.7% خلال الجلسة نفسها.

التراجعات الأخيرة أوقفت مسار الصعود المتواصل للذهب منذ تسعة أسابيع متتالية، رغم أنه لا يزال مرتفعاً بنحو 55% منذ بداية العام، بدعم من مشتريات البنوك المركزية وتدفقات صناديق المؤشرات والطلب المتزايد على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.

ويرى محللون أن الهبوط الأخير يمثل تصحيحاً طبيعياً للأسعار بعد الموجة الصعودية الحادة، خاصة في ظل بلوغ المؤشرات الفنية لمستويات مبالغ فيها. وقال نيكولاس فرابيل، رئيس الأسواق المؤسسية العالمية في شركة ABC Refinery، إن العديد من المستثمرين استغلوا الفرصة لجني الأرباح بعد مكاسب قوية خلال الفترة الماضية.

وجاء الصعود القياسي للذهب مدعوماً بتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قبل نهاية العام، إضافة إلى ما يُعرف بـ«تجارة تخفيض القيمة»، حيث يتجه المستثمرون نحو الذهب للتحوط من اتساع العجز المالي وضعف الدولار.

وفي أعقاب تراجع الثلاثاء، خفض بنك سيتي غروب توصيته على الذهب، محذراً من تركز المراكز الشرائية بشكل مفرط، وتوقع أن تتحرك الأسعار في نطاق 4000 دولار للأونصة خلال الأسابيع المقبلة، قبل أن تستعيد عوامل الدعم التقليدية مثل استمرار مشتريات البنوك المركزية وتنويع الاحتياطيات بعيداً عن الدولار الأميركي.

أما بالنسبة للفضة، فقد شهدت السوق تقلصاً تاريخياً في السيولة في لندن، ما دفع الأسعار لتجاوز أعلى مستوى منذ عام 1980، وسط استمرار شح المعروض في لندن وشنغهاي.

عند الساعة 11:45 صباحاً بتوقيت سنغافورة، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.3% إلى 4138.87 دولاراً للأونصة بعد أن هبط في وقت سابق من الجلسة بنسبة 2.9%، فيما ارتفعت الفضة بنسبة 0.5% إلى 48.95 دولاراً، بينما تراجع البلاتين بأكثر من 5% وصعد البلاديوم بنسبة 1%.