باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية

كنوز الفراعنة تجذب انتباه العالم.. حجوزات الفنادق تشتعل مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

في أجواء من الترقب العالمي، يقترب افتتاح المتحف المصري الكبير في الجيزة يوم السبت 1 نوفمبر 2025، ليصبح الحدث الثقافي الأبرز في الشرق الأوسط هذا العام، وهذا الصرح الضخم، الذي استغرق بناءه أكثر من عقدين بتكلفة مليار دولار، ليس مجرد متحف يحتضن أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بل هو محرك اقتصادي يعد بإحياء قطاع السياحة في القاهرة.

ومع توقعات بزيادة عدد السياح إلى 18 مليون زائر بنهاية 2025، يشهد قطاع الفنادق والمطاعم في العاصمة المصرية طفرة في الحجوزات والإشغال، حيث يتجاوز معدل الإشغال 80% في المناطق الرئيسية مثل الجيزة ووسط القاهرة.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض التأثيرات الاقتصادية والتشغيلية لهذا الافتتاح.

المتحف المصري الكبير بوابة جديدة للسياحة في القاهرة

ويعد المتحف المصري الكبير، المقام على بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، أكبر متحف أثري مخصص لحضارة واحدة في العالم، وبعد تأجيلات متكررة بسبب الجائحة والتوترات الإقليمية، أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في أغسطس 2025 أن الافتتاح الرسمي سيكون في 1 نوفمبر، مع إغلاق مؤقت من 15 أكتوبر إلى 4 نوفمبر للتحضيرات.

وسيستقبل المتحف الجمهور رسميًا من 4 نوفمبر، وسط احتفالية دولية تشمل حضور رؤساء دول وشخصيات عالمية، مع عرض كنوز توت عنخ آمون كاملة لأول مرة خارج المتحف المصري بميدان التحرير.

وهذا الافتتاح يأتي في وقت شهدت فيه مصر نموًا في السياحة بنسبة 23-24% في النصف الأول من 2025، مع وصول 8.7 مليون سائح، مما يعكس ثقة متزايدة رغم التحديات الجيوسياسية.

ويتوقع الخبراء أن يضيف المتحف 2-3 ملايين زائر إضافي سنويًا، مما يعزز من مكانة القاهرة كمركز ثقافي عالمي، ويطيل إقامة السياح من يومين إلى أربعة أيام على الأقل، وفقًا لتقرير "ترافل آند تور وورلد" في أغسطس 2025.

حجوزات مكتملة واستثمارات جديدة

ومع اقتراب الافتتاح، أصبحت الفنادق في القاهرة والجيزة تشهد إشغالًا يفوق التوقعات، وفي الربع الثاني من 2025، بلغ معدل الإشغال في القاهرة 80%، مع إضافة 860 غرفة جديدة ليصل إجمالي الغرف إلى 28,400، ومن المتوقع إضافة 970 غرفة أخرى في النصف الثاني.

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

والمناطق القريبة من المتحف، مثل الجيزة، تشهد طلبًا هائلًا، حيث حذرت شركات مثل "أبركرومبي آند كينت" من نفاد الحجوزات لأواخر 2025 و2026.

والفنادق الفاخرة مثل "فور سيزونز كايرو أت نايل بلازا" و"ستيجينبرجر بايرميدز كايرو"، الواقعة على بعد دقائق من المتحف، أعلنت عن برامج خاصة تشمل رحلات مباشرة إلى المتحف ووجبات مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة.

كما يتوقع أن يخلق الافتتاح آلاف الوظائف في القطاع، مع تركيز على الغرف ذات الإطلالات على الأهرامات، التي ارتفعت أسعارها بنسبة 15-20% في الشهور الأخيرة.

وفي وسط القاهرة، يشهد "كيمبينسكي هوتل" زيادة في الحجوزات من الأسواق الأوروبية والآسيوية، مدعومًا بتطوير خط المترو الرابع الذي يربط المدينة بالمتحف.

من الوجبات السريعة إلى التجارب الثقافية

ولا يقتصر التأثير على الفنادق، بل يمتد إلى قطاع المطاعم الذي يشهد نموًا بنسبة 18% في الإيرادات خلال الربع الثاني من 2025، مدفوعًا بزيادة السياح الثقافيين.

وداخل المتحف نفسه، يضم مجمعًا تجاريًا يشمل 8 مطاعم سريعة و30 كشكًا تجاريًا، بالإضافة إلى حدائق ومراكز تعليمية، مما يجذب الزوار لقضاء يوم كامل.

وخارج المتحف، أصبحت المطاعم في الجيزة ووسط القاهرة، مثل "زيتوني" في فور سيزونز الذي يقدم مأكولات مصرية تقليدية مثل الملوخية والفتة، محطة إلزامية للسياح.

وفي القاهرة، شهدت المطاعم ذات الطابع الثقافي، مثل تلك في خان الخليلي أو على متن السفن الثابتة مثل "لي باشا 1901"، زيادة في الطلب بنسبة 25%، حيث يبحث السياح عن تجارب تجمع بين الطعام والتاريخ. 
وتقرير "موردور إنتليجنس" يتوقع نمو سوق الضيافة في مصر إلى 4.85 مليار دولار بحلول 2030، مع مساهمة المتحف في 400 مليون إلى مليار دولار إيرادات مباشرة سنويًا، وهذا النمو يدعم الشركات المحلية، حيث أدخلت سلاسل مثل ماريوط وهيلتون قوائم طعام مستوحاة من العصور القديمة لجذب الزوار.

التوقعات الاقتصادية

ويتوقع أن يساهم افتتاح المتحف في زيادة الإيرادات السياحية إلى 97 مليار دولار بين 2025 و2029، وفقًا لـ"فيتش سولوشنز"، مع خلق آلاف الوظائف في الفنادق والمطاعم.

والقاهرة، التي كانت مجرد محطة عبور، أصبحت وجهة رئيسية، مدعومة بمطار سفنكس الدولي الجديد وشبكة الطرق الحديثة.

ومع ذلك، يواجه القطاع تحديات مثل التوترات الإقليمية، التي أدت إلى إلغاء بعض الحجوزات في الصيف، لكن الثقة تعود بفضل الإجراءات الأمنية المعززة.

ومع افتتاح المتحف المصري الكبير، تتحول القاهرة إلى عاصمة عالمية للتراث، حيث يعج قطاع الفنادق والمطاعم بالحيوية، وهذا الحدث ليس مجرد احتفال تاريخي، بل استثمار في مستقبل اقتصادي يعتمد على الثقافة.

تم نسخ الرابط