أسعار النفط تهبط مع تقييم الأسواق لتأثير العقوبات الأمريكية على روسيا
تراجعت أسعار النفط العالمية اليوم الثلاثاء، مع انحسار الموجة الصعودية التي أعقبت العقوبات الأمريكية الأخيرة على كبار المنتجين الروس، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على وفرة في الإمدادات العالمية.
انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.9% ليستقر قرب 60 دولاراً للبرميل، مسجلاً أكبر تراجع يومي منذ أكثر من أسبوعين، في ظل توجه المستثمرين للرهان مجدداً على تراجع الأسعار بعد موجة تصفية ضخمة للمراكز المضاربية.
وتشير بيانات الشحن إلى أن كميات النفط المنقولة بحراً بلغت مستوى قياسياً جديداً، ما يعزز توقعات حدوث فائض في المعروض، بينما يترقب المتعاملون اجتماع تحالف "أوبك+" هذا الأسبوع لاحتمال إقرار زيادة في الإنتاج.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرضت عقوبات على شركتي "لوك أويل" و"روسنفت" الروسيتين، في محاولة للضغط على موسكو لإنهاء حربها في أوكرانيا، وهو ما تسبب في تقلبات حادة بأسواق الطاقة، وأكبر عمليات تصفية مراكز في تاريخ العقود الآجلة.
لكن مع مرور الأيام، بدأت الأسواق تُعيد تقييم فعالية العقوبات، خاصة مع استمرار تدفق النفط الروسي نحو المشترين الرئيسيين في الصين والهند. وقال المحلل أولي هفالباي من بنك "إس إي بي": "السوق بدأت تتساءل عن مدى جدية العقوبات، فآليات التنفيذ ما زالت غامضة، ولم تظهر حتى الآن مؤشرات على تعطل فعلي في الإمدادات الروسية."
وتواجه شركات روسية كبرى، أبرزها "لوك أويل"، ضغوطاً متزايدة بعد العقوبات، إذ أعلنت نيتها بيع بعض أصولها الدولية، بينما تتعرض "ليتاسكو" التابعة لها لصعوبات في التعامل مع البنوك الغربية.
ويبدو أن سوق النفط تتجه نحو تسجيل خسائر للشهر الثالث على التوالي، مع استمرار المخاوف من وفرة المعروض العالمي، بالتزامن مع زيادة إنتاج "أوبك+"، وارتفاع الإمدادات من خارج التحالف.
كما يترقب المستثمرون اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ خلال القمة المقرر عقدها الخميس، وسط توقعات بأن يشهد الملف النفطي حضوراً بارزاً في جدول المباحثات.
