«المركزي الروسي» يعدّل أسعار صرف العملات.. و«الروبل» يسجّل أداءً متوازنًا

البنك المركزي الروسي
البنك المركزي الروسي

في خطوة جديدة تعكس سياسة البنك المركزي الروسي الرامية إلى تحقيق الاستقرار النقدي وسط التقلبات العالمية، أعلن البنك المركزي الروسي اليوم الأحد، تحديد أسعار صرف العملات الرئيسة مقابل الروبل خلال الفترة من 2 إلى 5 نوفمبر 2025، حيث شهدت العملة الروسية تحسنًا طفيفًا أمام الدولار الأمريكي واليوان الصيني، بينما استقر سعر اليورو دون تغيير يُذكر.

 

الروبل يحقق مكاسب محدودة أمام الدولار

ووفقًا لبيان البنك المركزي، تم خفض سعر صرف الدولار الأمريكي بمقدار 9 كوبيكات، ليصل إلى 80.8861 روبلًا للدولار الواحد، مقارنة بـ 80.9756 روبلًا في التسعيرة السابقة. ويُعد هذا التحرك الطفيف استمرارًا لمحاولات البنك ضبط التوازن في سوق العملات المحلية في ظل تذبذب أسعار الطاقة العالمية، التي تُعد المصدر الرئيسي لإيرادات روسيا من النقد الأجنبي.

ويرى خبراء الاقتصاد في موسكو أن التحسن المحدود في قيمة الروبل يعكس استقرارًا نسبيًا في السياسات النقدية الروسية، رغم استمرار التحديات الناتجة عن العقوبات الغربية وانخفاض حجم الصادرات النفطية إلى الأسواق الأوروبية. كما أن الإجراءات المتتالية للبنك، سواء في أسعار الفائدة أو في إدارة احتياطاته الأجنبية، أسهمت في تقليص معدلات التقلب الحاد التي شهدتها العملة خلال الأشهر الماضية.

 

استقرار اليورو وتراجع اليوان الصيني

وفي السياق ذاته، أعلن البنك تثبيت سعر صرف اليورو عند مستوى 93.3848 روبلًا دون أي تغيير يُذكر، ما يشير إلى اتجاه نحو الاستقرار في التعاملات مع منطقة اليورو خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد تراجع وتيرة التقلبات في أسعار الغاز الطبيعي والنفط الخام التي ترتبط بها الأسواق الأوروبية والروسية على حد سواء.

 

أما بالنسبة إلى اليوان الصيني، فقد تم خفض سعر صرفه بمقدار 10 كوبيكات ليبلغ 11.2449 روبلًا، في انعكاس للتغيرات الطفيفة التي شهدتها أسواق آسيا خلال الأسبوع الماضي، حيث تراجع اليوان أمام الدولار الأمريكي في ظل مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، وهو ما أثر بدوره على مستويات التبادل التجاري بين موسكو وبكين.

 

سياسات نقدية تستهدف الاستقرار وسط العقوبات الغربية

ويتابع البنك المركزي الروسي تنفيذ سياسة نقدية حذرة تستهدف تحقيق التوازن بين دعم النمو الاقتصادي والحد من التضخم، إذ يواصل التدخل في سوق العملات للحفاظ على استقرار الروبل في مواجهة العملات الأجنبية. وتأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الثقة في النظام المالي الروسي ودعم القدرة التنافسية للصادرات، خصوصًا في قطاعات الطاقة والزراعة والصناعة الدفاعية.

وفي ظل استمرار الضغوط الاقتصادية الناتجة عن العقوبات المفروضة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، تسعى موسكو إلى تنويع شراكاتها التجارية والمالية مع آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتقليص الاعتماد على التعاملات بالدولار واليورو، وهو ما يُترجم تدريجيًا إلى توسع استخدام العملات المحلية في التبادل التجاري مع دول مثل الصين والهند وتركيا.

 

توقعات باستمرار استقرار الروبل على المدى القصير

وتشير تقديرات الخبراء إلى أن الروبل الروسي سيواصل تماسكه خلال الربع الأخير من عام 2025، في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية فوق 85 دولارًا للبرميل، واستمرار تدفقات الإيرادات من صادرات الطاقة إلى آسيا. كما يتوقع المحللون أن يحافظ البنك المركزي على سياساته الحالية دون تغيير في أسعار الفائدة، طالما ظل معدل التضخم ضمن المستويات المستهدفة.

 

ويؤكد المراقبون أن نجاح روسيا في الحفاظ على استقرار عملتها المحلية رغم التحديات الاقتصادية العالمية يعكس كفاءة السياسة النقدية وقدرتها على التكيف مع الأوضاع المتغيرة. ومن المرجح أن يستمر البنك المركزي الروسي في مراقبة أداء الأسواق عن كثب خلال الأسابيع المقبلة، استعدادًا لأي تحركات محتملة في أسعار النفط أو قرارات اقتصادية غربية جديدة قد تؤثر على قيمة الروبل واتجاهاته.

تم نسخ الرابط