650 مليون متر مكعب سنويًا عبر خط الغاز العربي
مصر تستكمل إجراءات تصدير الغاز إلى لبنان قبل نهاية 2025
أعلنت مصر عن استكمال جميع الإجراءات الفنية والمالية الخاصة بمشروع تصدير الغاز الطبيعي إلى لبنان، بكمية تصل إلى 650 مليون متر مكعب سنويًا عبر خط الغاز العربي، مع توقع بدء عمليات التصدير قبل نهاية العام الجاري، بحسب ما نقلته « الشرق » عن مسؤول حكومي مصري.
ويأتي هذا الإعلان بعد إلغاء الكونجرس الأمريكي لقانون “قيصر” الذي فرض عقوبات على سوريا، وكان يمثل عقبة رئيسية أمام تنفيذ الاتفاق الموقع بين القاهرة وبيروت منتصف عام 2022، إذ كان يهدد الشركات المشاركة في المشروع بالتعرض لعقوبات مالية أو تجارية عند مرور الغاز عبر الأراضي السورية.
مشروع إقليمي يعيد الحياة إلى خط الغاز العربي
وأكد المسؤول أن مصر كانت بحاجة إلى ضمانات أمريكية رسمية قبل البدء في ضخ الغاز إلى لبنان، لتجنب أي تبعات سلبية من تطبيق قانون "قيصر" السابق على الشركات والمستثمرين المشاركين.
وأضاف أن «كافة الجوانب الفنية والمالية تم استكمالها بنجاح، ما يفتح الباب أمام بدء عمليات التصدير في أقرب وقت».
ويمثل هذا المشروع خطوة محورية لإحياء خط الغاز العربي الذي يمتد من العريش في مصر مرورًا بالأردن وسوريا وصولاً إلى لبنان، وهو أحد أهم مشروعات التكامل الطاقي العربي التي تهدف إلى دعم أمن الطاقة في المنطقة.
يأتي المشروع في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة كهرباء مزمنة تفاقمت بعد الانهيار المالي الكبير عام 2019، ثم تضررت البنية التحتية للطاقة بشدة بعد الهجمات الإسرائيلية عام 2023.
ويعاني اللبنانيون من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميًا، مع تطبيق برنامج تقنين حاد في استهلاك الطاقة بسبب نقص الوقود وارتفاع تكاليف التشغيل.
ومن شأن استيراد الغاز المصري أن يوفر مصدرًا أكثر استقرارًا لتشغيل محطات توليد الكهرباء اللبنانية، ما يساهم في تحسين التغذية الكهربائية وتقليل الاعتماد على المولدات الخاصة والمصادر البديلة مرتفعة التكلفة.
تعاون ثلاثي لتأمين الطاقة في المنطقة
من جانبه، أكد وزير الطاقة اللبناني جوزيف صدي أن بلاده تعمل على تحديث اتفاقية الربط الكهربائي مع الأردن وسوريا، موضحًا أنه من المقرر عقد اجتماع ثلاثي في 20 نوفمبر الجاري بين وزراء الطاقة في الدول الثلاث، لبحث سبل تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الغاز والكهرباء.
وأضاف الوزير أن أحد الحلول الرئيسية لأزمة الطاقة في لبنان يتمثل في توريد الغاز والربط الكهربائي عبر الدول الصديقة مثل مصر وسوريا والأردن، مشيرًا إلى أن مذكرة التفاهم بين القاهرة وبيروت وضعت إطارًا واضحًا للتنسيق الفني والوزاري لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات وتفعيل خطوط الإمداد.
خطوة تعزز التكامل العربي في قطاع الطاقة
ويعكس المشروع حرص مصر ولبنان على تعزيز التعاون في مجال أمن الطاقة الإقليمي، من خلال إعادة تشغيل البنية التحتية المشتركة وتسهيل تدفق الغاز بين الدول العربية.
ويرى محللون أن تصدير الغاز المصري إلى لبنان يمثل رسالة سياسية واقتصادية مزدوجة، تؤكد التزام القاهرة بدعم الأشقاء العرب في مواجهة أزماتهم، وتعزيز دور مصر كمركز إقليمي للطاقة في الشرق الأوسط.
