مصر تدشن عملاقًا جديدًا.. ما الذي يبنى في السادس من أكتوبر سيغير وجه صناعة السيارات؟

ماكيت مصنع ماك
ماكيت مصنع ماك

في خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لـ صناعة السيارات، دشنت مجموعة "منصور غروب" أمس الإثنين مصنع "ماك لتصنيع وسائل النقل" في مدينة السادس من أكتوبر غربي القاهرة، باستثمارات تصل إلى 150 مليون دولار.

يأتي المشروع ضمن احتفالات المجموعة بمرور 50 عامًا على تأسيسها، ويستهدف بدء الإنتاج قبل نهاية 2026، مما يمثل نقلة نوعية في التصنيع المحلي ودعم الاستراتيجية الوطنية لتوطين صناعة السيارات.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض تفاصيل المصنع الجديد، ودوره المحتمل في الاقتصاد المصري.

من التوزيع إلى الإنتاج الكامل

وتأسست "منصور غروب" عام 1975، وتسيطر حاليًا على 25% من مبيعات السيارات في السوق المصرية، مع توسعها إلى قطاعات المعدات الثقيلة وعملياتها في أكثر من 100 دولة حول العالم.

وأكد محمد منصور، رئيس مجلس الإدارة، أن المصنع الجديد يمثل تحولًا من التوزيع إلى الإنتاج المحلي الكامل، مستهدفًا تلبية الطلب المتزايد في السوق المحلية مع توجيه جزء من الإنتاج للتصدير.

ويقام المصنع بجوار مصنع المجموعة الحالي قرب ميناء أكتوبر الجاف، لتعزيز سلاسل القيمة المحلية، كما أوضح الفريق كامل الوزير، وزير الصناعة والنقل، خلال المؤتمر الصحفي لوضع حجر الأساس، حيث يمتد المصنع على مساحة 30 ألف فدان، ويأتي بعد ثلاثة أشهر فقط من إطلاق الحكومة المصرية الاستراتيجية الوطنية لصناعة السيارات، التي تركز على رفع نسبة المكون المحلي، توسيع التصدير، وخلق آلاف فرص العمل.

تفاصيل الاستثمارات والطاقة الإنتاجية

وتبلغ تكلفة المصنع 150 مليون دولار، مع خطة إنشاء تستغرق 12 شهرًا قبل بدء الإنتاج الفعلي قبل نهاية 2026.

وفي المرحلة الأولى، يستهدف إنتاج 50 ألف سيارة سنويًا، مع زيادة إلى 100 ألف سيارة في المراحل اللاحقة، بحسب محمد منصور.

وأشار أنكوش أرورا، الرئيس التنفيذي لشركة المنصور للسيارات في مصر، إلى أن الإنتاج سيشمل 6 طرازات متنوعة: سيارات كهربائية، هجينة، ذات محركات احتراق داخلي، ومركبات تعمل بالطاقة الجديدة.

ويتماشى المشروع مع سياسة الدولة لتطوير الصناعة محليًا، حيث يركز على جذب استثمارات محلية وأجنبية لتوطين هذه الصناعة الاستراتيجية.

وضع حجر أساس مصنع ماك
وضع حجر أساس مصنع ماك

وحاليًا، تنشط 13 شركة لتصنيع السيارات في مصر، وتستعد 9 شركات جديدة للدخول خلال 2025-2026 بطاقات إنتاجية إجمالية 165 ألف سيارة، مما يرفع التجميع المحلي إلى 260 ألف وحدة، متجاوزًا مستهدف الحكومة بنسبة 160%.

توفير 500 مليون دولار وآلاف الوظائف

وقدر محمد منصور أن يساهم المصنع في توفير 500 مليون دولار سنويًا من فاتورة استيراد السيارات، من خلال الإنتاج المحلي الذي يقلل الاعتماد على الخارج.

وأكد أرورا أن المشروع سيوفر ألف فرصة عمل مباشرة، وأكثر من 10 آلاف وظيفة غير مباشرة مرتبطة بسلاسل التوريد والمنظومة الكاملة.

يأتي هذا في ظل انتعاش سوق السيارات المصرية، حيث ارتفعت مبيعات السيارات بنسبة 78.6% خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 لتسجل 122.9 ألف وحدة، مقارنة بـ68.7 ألف سيارة في العام الماضي بأكمله، وفق بيانات مجلس معلومات سوق السيارات (أميك).

كما قفزت صادرات السيارات ومكوناتها إلى 891 مليون دولار بنمو 9% سنويًا، مدعومة بحوافز حكومية وتوسع التجميع المحلي، كما أفاد شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية.

وتعافت السوق بعد أزمة استمرت أربع سنوات بسبب نقص المعروض، توقف الاستيراد، وارتفاع التكاليف، مما يجعل مصنع "ماك" محركًا للنمو المستدام.

تعزيز التصدير والتوطين

وأشاد الوزير كامل الوزير بالمشروع كخطوة لجذب الاستثمارات وتعزيز سلاسل القيمة، مشيرًا إلى موقعه الاستراتيجي قرب الميناء الجاف.

وتدعم الاستراتيجية الوطنية رفع نسبة المكون المحلي وتوسيع التصدير، مما يعزز مكانة مصر إقليميًا.

ويمثل مصنع "ماك" طفرة حقيقية في صناعة السيارات المصرية، يجمع بين الابتكار في الطاقة الجديدة، التوفير الاقتصادي، وخلق الوظائف، ليسهم في نمو القطاع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

تم نسخ الرابط