أكبر مشروع للطماطم المجففة في الشرق الأوسط.. يحول المحصول إلى قوة تصديرية دولارية

تجفيف الطماطم في
تجفيف الطماطم في مصر

تسجّل محافظة الأقصر خطوة نوعية في مسار التصنيع الزراعي بعد افتتاح مجمع تجفيف الطماطم بقرية الكيمان في مركز إسنا، وهو مشروع يوصف بأنه الأكبر من نوعه في مصر وبداية دخول البلاد رسميًا إلى أحد أهم أسواق الغذاء عالميًا.

المجمع الجديد لا يمثل مجرد توسع صناعي، بل يشكل تحولًا استراتيجيًا يعيد صياغة علاقة مصر بمحصول الطماطم، أحد أكثر المحاصيل إنتاجًا واستهلاكًا في البلاد.

تجفيف الطماطم في مصر
تجفيف الطماطم في مصر

يأتي المشروع في وقت تشير فيه التقارير الدولية إلى أن مصر من بين أكبر منتجي الطماطم في العالم، إلا أن نسبة كبيرة من المحصول كانت تُهدر سنويًا نتيجة ضعف التخزين وغياب منظومة تصنيع متكاملة وهنا يبرز دور المجمع الصناعي الجديد الذي أسس لأول مرة قيمة مضافة حقيقية، إذ يحوّل الطماطم من منتج سريع التلف إلى سلعة عالية القيمة تستهدف الأسواق الأوروبية والآسيوية التي تعتمد بشكل كبير على الطماطم المجففة في الصناعات الغذائية.

المجمع يعتمد على تكنولوجيا تجفيف متطورة وخطوط إنتاج عالمية، ما يضمن منتجًا مطابقًا للمواصفات الدولية ويؤهله لدخول سلاسل التوريد الكبرى.

ويعزز المشروع فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء إسنا والأقصر، بما يرسّخ دوره كمركز صناعي واعد في جنوب الصعيد.

كما يدعم المشروع توجهات الدولة نحو تعميق التصنيع الزراعي، وتقليل الفاقد، وزيادة القدرة التصديرية.

تجفيف الطماطم في مصر
تجفيف الطماطم في مصر

ويعتبر دخول مصر إلى سوق الطماطم المجففة تطورًا لافتًا يفتح آفاقًا اقتصادية كبيرة، خاصة في ظل امتلاك البلاد لعوامل تنافسية نادرة مثل وفرة الإنتاج، وملاءمة المناخ، وتكلفة التشغيل المناسبة.

خبراء الصناعة يتوقعون أن تحجز مصر خلال سنوات قليلة موقعًا متقدمًا كأكبر مصدر للطماطم المجففة في الشرق الأوسط، مع إمكانية منافسة دول راسخة في هذا المجال.

أهمية المشروع تتجاوز التصنيع إلى تأثيره على المنظومة الزراعية ككل؛ إذ يوفر للمزارعين مسارًا تسويقيًا مستقرًا وعائدًا أعلى، ويعزز قدرة الدولة على تقليل فاتورة الاستيراد وزيادة تدفقات النقد الأجنبي.

تجفيف الطماطم في مصر
تجفيف الطماطم في مصر

مع توسع المشروعات المشابهة المخطط لها، تتجه مصر لتأسيس صناعة متكاملة تُعيد رسم خريطة القيمة المضافة لمحاصيلها الزراعية، وتضع الصعيد على مسار تنموي جديد.

بهذا المشروع، تثبت الأقصر أنها لم تعد فقط مدينة آثار، بل أصبحت لاعبًا اقتصاديًا صاعدًا ومصر تؤكد أنها تدخل مرحلة جديدة في التصنيع الزراعي بقوة وثبات.

تم نسخ الرابط