مصر تربط بين ثلاث قارات.. خطوة نحو مركز عالمي لتبادل الطاقة النظيفة
تتجه مصر بخطوات متسارعة نحو ترسيخ موقعها كمحور استراتيجي للطاقة في المنطقة، مدفوعة بمشروعات كبرى للربط الكهربائي مع دول الجوار وخطط طموحة للوصول إلى الأسواق الأوروبية، وهذا التحول يأتي في وقت يتزايد فيه الطلب الدولي على مصادر الطاقة النظيفة، ويبرز فيه دور الدول القادرة على توفير استقرار للطاقة ودعم شبكات التبادل الإقليمي والدولي.
قال الدكتور سيد الطاهر، عضو المجلس العربي للطاقة واستشاري مشروعات الطاقة المتجددة، إن مصر تمضي بخطوات واضحة لتصبح مركزًا محوريًا للربط الكهربائي، مؤكدًا أن الدولة تعمل على تعزيز دورها كحلقة وصل أساسية بين أفريقيا وأوروبا وآسيا في مجال تبادل الطاقة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سمارت فاينانس"، أن مصر تستهدف هذا الدور من خلال مجموعة واسعة من مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار، مشيرًا إلى أن الربط مع السعودية والأردن والسودان يمثل قاعدة أساسية لتكوين شبكة طاقة إقليمية متصلة، وقادرة على تبادل قدرات كهربائية كبيرة بشكل آمن ومستقر، موضحًت ـن مصر تخطط أيضًا للتوسع في مشروعات الربط الدولي مع أوروبا، موضحًا أن الربط المقترح مع قبرص واليونان وإيطاليا سيكون أحد أهم المشروعات الاستراتيجية التي ستمكن مصر من تصدير فائض الكهرباء النظيفة إلى الأسواق الأوروبية التي تبحث باستمرار عن مصادر طاقة مستقرة ومتجددة.
وأضاف أن موقع مصر الجغرافي يمنحها ميزة استثنائية، حيث تمثل جسراً طبيعيًا يربط بين ثلاث قارات، وهو ما يجعلها نقطة مثالية لتمرير وتوزيع الطاقة عبر مسارات متعددة تخدم الدول الأفريقية والعربية والأوروبية في آن واحد، موضحًا أن امتلاك مصر لمصادر كبيرة من الطاقة المتجددة يعزز من فرصها في لعب هذا الدور، موضحًا أن قدراتها في إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تعد من الأعلى عالميًا، ما يجعلها مؤهلة لتوفير طاقة نظيفة بكميات تفوق احتياجاتها المحلية.
وأضاف أن وجود فائض في إنتاج الكهرباء داخل مصر يعد عنصرًا حاسمًا في دعم استراتيجية الربط، مؤكدًا أن مصر لديها طاقة كهربائية فائضة يمكن تصديرها للدول المجاورة وللدول الأوروبية من خلال المشروعات المستقبلية للربط عبر البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن مصر تعمل بالفعل على تنفيذ مشروعات ربط كهربائي مهمة مع السعودية والسودان والأردن، موضحًا أن هذه الخطوط سيتم تعزيزها خلال الفترة المقبلة لزيادة القدرات التبادلية، تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة الأكبر وهي الربط مع أوروبا.
وأضاف أن هذه المشروعات تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة لمصر 2030، مؤكدًا أن الربط الكهربائي يسهم في تعزيز أمن الطاقة الإقليمي والأوروبي في ظل التحديات التي يواجهها العالم في هذا المجال، مؤكدًا قطاع الكهرباء المصري أصبح أكثر جذبًا للاستثمارات الدولية بعد الإصلاحات الكبرى التي شهدها خلال السنوات الماضية، موضحًا أن هذا التطور خلق بيئة قوية تساعد على تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة خلال السنوات المقبلة.
وأضاف في ختام تصريحاته أن مشروعات الربط الكهربائي ستجعل من مصر لاعبًا أساسيًا في منظومة الطاقة العالمية، وقادرة على دعم استقرار الإمدادات في المنطقة، مؤكدًا أن المستقبل يحمل فرصة حقيقية لتصبح مصر محورًا رئيسيًا للطاقة تربط بين ثلاث قارات بطريقة فعالة ومستدامة.

