لحظة المواجهة.. «الإسكان»: تقييم شامل لـ367 مشروعًا في الفيوم وسط توجيهات صارمة

جانب من جولة وزير
جانب من جولة وزير الإسكان في الفيوم

في مشهد يعكس سباقاً مفتوحاً مع الزمن، قاد المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، جولة ميدانية داخل أهم المشروعات الحيوية الجاري تنفيذها ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة". 

وشهدت الجولة تتبعًا دقيقًا لخطوات العمل داخل مجمع محطات مياه الشرب بالعزب الجديدة، وهو المشروع الذي بات محور اهتمام واسع باعتباره أحد أكبر التدخلات الحكومية لتعزيز أمن المياه في قرى مركزي أطسا ويوسف الصديق، بطاقة إنتاجية ضخمة تصل إلى 120 ألف متر مكعب يوميًا، وتكلفة تتجاوز 1.5 مليار جنيه.

 

وتشير تقديرات خبراء البنية التحتية إلى أن هذه المحطة تمثل نقلة نوعية في ملف خدمات الريف المصري، إذ ستنهي مشكلات ضعف ضغط المياه ونهايات الشبكات التي كان يعاني منها ما يقرب من 950 ألف مواطن، في وقت يؤكد فيه مختصون أن هذا المشروع تحديدًا سيُسهم في رفع جودة الحياة وتقليل الفاقد المائي وتحسين كفاءة التشغيل لسنوات طويلة مقبلة. 

 

ويذهب بعض الخبراء إلى اعتبار المحطة الجديدة نقطة تحول قد تمتد آثارها إلى قطاعات مثل الصحة العامة، والتنمية العمرانية، وجذب الاستثمارات الخدمية إلى القرى المستفيدة.

 

وخلال الجولة، شدد وزير الإسكان على ضرورة المتابعة اليومية لمعدلات التنفيذ، موضحًا أن المرحلة الحالية لا تتحمل أي تباطؤ، خصوصًا أن المشروع يرتبط مباشرة بتحسين الخدمات الأساسية للأهالي. وأكد الوزير أن الوزارة تتعامل مع هذه النوعية من المشروعات باعتبارها “حقًا أصيلًا” للمواطن، وأن الالتزام بالجداول الزمنية يمثل ضمانة للوصول إلى أفضل النتائج على أرض الواقع.

 

وانتقلت الجولة بعدها إلى مشروع الطريق الرابط بين مدينة الفيوم الجديدة ومدينة الفيوم الأم، حيث استمع الوزير والمحافظ إلى شرح تفصيلي حول تقدم الأعمال في المرحلة الأولى من الطريق المباشر الجاري تنفيذه بعرض 30 مترًا. وتشمل المرحلة الأولى كوبريًا سطحيًا فوق بحر حسن واصف، بينما تستكمل المرحلة الثانية ربط المدينة الجديدة بالطريق الدائري للفيوم، بما يحول هذا المحور إلى شريان مرور رئيسي قادر على إعادة رسم الخريطة المرورية للمنطقة.

 

ويؤكد متابعون لملف التطوير العمراني أن هذا الطريق سيغير ديناميكية الحركة بين المدينتين، وسيعمل على تقليل الزمن والمسافة، ودعم توسع الفيوم الجديدة وجذب السكان والمستثمرين إليها، خصوصًا أن ربط المدن الجديدة بالشبكات الرئيسية يعد عاملاً حاسمًا في زيادة الإقبال عليها. 

وخلال الجولة، وجه وزير الإسكان بإنشاء بوابة رئيسية لمدينة الفيوم الجديدة تعكس الطابع العمراني للمدينة، بالإضافة إلى إزالة المخلفات واستكمال أعمال الإنارة وتنسيق المواقع بالجزر الوسطى والميادين، باعتبارها عناصر أساسية لتهيئة المدينة لاستقبال توسع عمراني وسكاني يتناسب مع خطط الدولة للتنمية.

 

وتشير توقعات متخصصين في التخطيط الحضري إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد انتعاشًا عمرانيًا ملحوظًا في محيط الفيوم الجديدة، مع اكتمال هذا الطريق الحيوي وزيادة الخدمات المرتبطة به، مما سيعزز تنافسية المدينة كوجهة سكنية واستثمارية. كما يرجّح الخبراء أن تسهم هذه المشروعات في رفع مستوى البنية الأساسية في المحافظة وإعادة توجيه التنمية نحو مناطق قادرة على استيعاب التوسع السكاني بعيدًا عن الكتلة القديمة.

تم نسخ الرابط