ضوابط حاسمة ورسائل طمأنة.. الجمارك تفكّ شيفرة ACI الجوي قبل التطبيق الإلزامي
أكد أحمد أموي رئيس مصلحة الجمارك أن تطبيق نظام التسجيل المسبق للشحنات الجوية ACI اعتبارًا من الأول من يناير المقبل لن يفرض أي رسوم جديدة على المستوردين، موضحًا أن الهدف الأساسي من النظام هو تقليل زمن الإفراج الجمركي وتقليل التكلفة الإجمالية للتخليص، وذلك في إطار سياسة التحول الرقمي الشامل التي تنفذها الدولة لتعزيز الشفافية وتسريع دورة العمل الجمركي.
وشدد على أن دور المستخلص الجمركي ما زال قائمًا داخل المنظومة لكنه أصبح يتم بشكل إلكتروني كامل يضمن السرعة والدقة في إنهاء الإجراءات.
وأوضح أموي أن نظام ACI لا يسري على الطرود البريدية التي يقل وزنها عن خمسين كيلوجرامًا، كما يمكن تطبيقه على شحنات إعادة التصدير دون قيود إضافية. وأشار إلى إمكانية تعديل بعض البيانات الأساسية للشحنات قبل عملية الشحن باستثناء تلك المتعلقة بالمستورد أو المصدر، بينما يمكن تعديل بيانات الأصناف مثل بند التعريفة الجمركية أو بلد المنشأ أو غرض الاستخدام عبر المنصة الإلكترونية قبل إصدار القرار النهائي
ولفت رئيس مصلحة الجمارك إلى أن الحصول على الرقم التعريفي للشحنة ACID يمر بخمس خطوات تبدأ بتسجيل الدخول عبر منصة نافذة واختيار نوع الطلب سواء للأغراض الأمنية أو الشخصية أو التجارية الصناعية ثم إدخال بيانات المصدر والمستورد والفاتورة والتحقق من صحتها وإرسال الطلب للحصول على الرقم. ويظل رقم ACID صالحًا لمدة ستة أشهر من تاريخ إصداره قابلة للتجديد بموافقة الجهات المختصة
وأشار إلى أن النظام الجديد يعد جزءًا أساسيًا من مشروع التحول الرقمي لمصلحة الجمارك حيث يتيح الاطلاع المسبق على بيانات ومستندات الشحنة قبل مغادرتها بلد التصدير بما يسمح بتقييم المخاطر مبكرًا وتحسين كفاءة الرقابة وتقليل زمن الإفراج الجمركي فور وصول الشحنة. كما يدعم النظام رفع ترتيب مصر في مؤشرات الأداء اللوجستي عبر تسريع وتيرة الإجراءات وتحويل المطارات من أماكن تخزين إلى بوابات عبور سريعة للبضائع
وبيّن أموي أن منظومة ACI تعتمد على شراكة ثلاثية بين المستورد المصري أو وكيله الجمركي والمصدر الأجنبي وشركات الشحن أو الخطوط الجوية. ويتطلب تطبيق النظام أن يمتلك المستورد حسابًا مفعلًا على منصة نافذة بالإضافة إلى وحدة توقيع إلكتروني شغالة لضمان صحة المستندات واعتمادها. كما يحتاج المصدر الأجنبي إلى حساب مفعل على منصة كارجو إكس لتحميل بيانات الشحنة والفاتورة الرقمية وإرسالها إلكترونيًا قبل عملية الشحن
وتبدأ إجراءات التسجيل بإدراج بيانات الشحنة الأساسية قبل ثماني ساعات على الأقل من مغادرة وسيلة النقل، بينما تتولى المنظومة تقييم المخاطر ثم إصدار رقم ACID وإبلاغ المستورد والمصدر به إلكترونيًا. ويلتزم الناقل الجوي بإرسال قائمة الشحن أو المانيفست قبل الإقلاع بأربع ساعات كحد أدنى وإرفاق رقم ACID في جميع المستندات حيث يؤدي إغفال الرقم إلى إعادة الشحنة على نفقة الناقل دون تفريغها
وتستخدم منظومة ACI تقنيات متقدمة لتأمين المستندات أبرزها البلوك تشين التي توفر مستوى أعلى من حماية البيانات ومنع التلاعب والاحتيال. وتتولى شركة كارجو إكس إدارة هذه التقنية من خلال نظام يتيح نقل المستندات بصورة مشفرة لا يمكن تعديلها أو اختراقها بما يعزز موثوقية البيانات المتبادلة بين الأطراف المختلفة
وأكد أموي أن المنظومة توفر عدة مزايا للمجتمع التجاري من بينها المتابعة الفورية للشحنات وتقليل الإجراءات الورقية وتوفير الشفافية الكاملة لجميع مراحل الإفراج، مشيرًا إلى أن المستورد ملزم بتحميل الموافقات الاستيرادية المسبقة على المنصة واعتماد المستندات إلكترونيًا بالتوقيع الرقمي لبدء التخليص المسبق. كما تُرفع بيانات المانيفست فور إقلاع الطائرة للرحلات القصيرة، أو خلال ساعتين لباقي الرحلات حتى تتمكن الجمارك من بدء الفحص الرقابي فور وصول الشحنة
وكشف أن النظام يفرض عقوبة مالية تصل إلى ثلاثين ألف جنيه في حالة وجود تضارب في البيانات مثل الوزن أو القيمة ويمكن تخفيضها للنصف في حال التصالح. كما أوضح أن الشحنات التي تزيد على خمسين كيلوجرامًا أو الشحنات السريعة أو التجارية تخضع إلزاميًا للتسجيل المسبق باستثناء الجثامين والآثار المعادة والطرود الشخصية التي تُشحن بمعرفة صاحبها داخل صالات السفر
واختتم رئيس مصلحة الجمارك بالتأكيد على أن التحول الرقمي في الجمارك يمثل نقلة نوعية في تيسير التجارة ورفع كفاءة المنظومة اللوجستية وتوفير بيئة أكثر شفافية وأمانًا للمستوردين والمصدرين، داعيًا مجتمع الأعمال إلى الإسراع في التسجيل على المنصات وتجهيز وحدات التوقيع الإلكتروني والتأكد من حفظ المستندات إلكترونيًا لضمان تطبيق سلس مع بدء الإلزام الكامل مطلع عام 2026
