أوروبا تتحدى ضغوط واشنطن.. غرامات على إكس وعمالقة التكنولوجيا لدعم القوانين الرقمية
تواصل أوروبا تكثيف ضغوطها على عمالقة التكنولوجيا العالميين، إذ صعدت المفوضية الأوروبية إجراءاتها العقابية ضد الشركات الكبرى، مؤكدة تمسكها بحقها في فرض القواعد التنظيمية داخل أسواقها، رغم الاعتراضات الصادرة عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
دعم القوانين الرقمية
فبعد أشهر قليلة من تغريم جوجل نحو 2.95 مليار يورو، عادت بروكسل لتفرض غرامة جديدة بقيمة 120 مليون يورو على منصة إكس المملوكة لإيلون ماسك، بسبب مخالفتها معايير المحتوى الرقمي المعمول بها داخل الاتحاد الأوروبي.
الخطوة الأوروبية جاءت في وقت ردت فيه واشنطن بربط الملف الرقمي الأوروبي بقضايا أخرى على رأسها الرسوم الجمركية على واردات الصلب، فيما وجهت وزارة الخارجية الأميركية دبلوماسييها للتحرك ضد ما تعتبره قواعد رقمية متشددة في القارة العجوز.
وتتمحور الخلافات حول قانون الأسواق الرقمية الذي يهدف إلى كبح نفوذ الشركات العملاقة، مثل أمازون وأبل وجوجل ومايكروسوفت وميتا وBooking.com، بالإضافة إلى شركة بايت دانس، إلى جانب قانون الخدمات الرقمية الذي يلزم المنصات بتشديد الرقابة على المحتوى غير القانوني.
وفي مواجهة الانتقادات الأميركية، شددت تيريزا ريبيرا، رئيسة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، على أن بروكسل تمارس حقها المشروع في حماية بيئة رقمية عادلة، وقالت خلال فعالية رسمية: «نستحق الاحترام، ونحن لا نتدخل في كيفية تنظيم الأسواق الأميركية، لكن واجبنا حماية الأسواق الرقمية الأوروبية، بعيدًا عن أي مساومات سياسية.
وأكدت ريبيرا في مناسبة أخرى أن قوانين المنافسة الأوروبية ليست أداة للهيمنة أو لحماية مصالح اقتصادية ضيقة، بل ركيزة لضمان أسواق مفتوحة وعادلة ومستدامة، ولا ينبغي استخدامها كورقة ضغط سياسي.
وقال دانييل ماندريسكو، أستاذ القانون في جامعة ليدن، إن فتح تحقيق رسمي بحق «ميتا» يعكس أن بروكسل أصبحت أقل تأثرًا بالتهديدات السياسية. فيما اعتبر روبريشت بودسون، مدير معهد قانون المنافسة بجامعة دوسلدورف، أن الزخم الحالي في قرارات الاتحاد الأوروبي سيجعل التراجع عنها أكثر صعوبة، مشيرًا إلى أن «ملف جوجل أد-تك وتحقيقات ميتا للذكاء الاصطناعي ستكون اختبارات فاصلة».

