53 كوبري و73 محور على النيل: خطة عملاقة لإعادة هندسة حركة النقل في صعيد مصر
في جولة موسّعة امتدت عبر عدة محافظات في صعيد مصر، أجرى الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، جولة تفقدية شملت مسار ومحطات الخط الثاني من شبكة القطار الكهربائي السريع، إلى جانب مشروعات كباري المزلقانات ومحاور النيل في نطاق محافظات الأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا وبني سويف. جاءت الجولة في إطار المتابعة الميدانية للمشروعات القومية التي تنفذها الوزارة بهدف تطوير منظومة النقل وتعزيز التنمية العمرانية والصناعية في الصعيد.
وأكد الوزير خلال الجولة أن الخط الثاني للقطار السريع، الممتد من أكتوبر إلى أسوان ثم أبو سمبل، سيُحدث نقلة نوعية كبيرة بربطه مناطق التنمية الزراعية الحديثة بمناطق الاستهلاك وموانئ التصدير، فضلًا عن خدمة المناطق السياحية وتعزيز جهود التنمية العمرانية المستدامة. وشدد على أن المشروع سيسهم في خلق محاور تنمية جديدة وتوفير آلاف فرص العمل، إضافة إلى تحقيق التكامل مع المناطق اللوجستية المختلفة، مشيرًا إلى أنه تم اختيار مواقع المحطات بما يضمن قربها من التجمعات السكنية ومفاصل الطرق ومحاور النيل، تسهيلًا لحركة المواطنين.
وخلال جولته، تفقد الوزير الأعمال الجارية في مسار المشروع بطول 200 كيلومتر في区 المسافة بين الأقصر وسوهاج، حيث شملت الجولة محطات الأقصر وقوص وقنا ودشنا ونجع حمادي وفرشوط وأبيدوس وسوهاج وطهطا وجهينة والغنايم وأسيوط والمنيا وبني سويف/الفيوم. واطّلع الوزير على المخطط الزمني للأعمال ومكونات كل محطة ومسارات انتقال الركاب، إلى جانب المخطط الاستثماري المصاحب للمشروع. ووجّه الوزير بسرعة إنشاء محطة شحن بضائع بمحطة قوص لخدمة المنطقة الصناعية بقنا، مؤكداً أهمية تشغيل المشروع وفق أعلى معايير الجودة لكونه أحد أهم وسائل النقل الأخضر المستدام في مصر.
كما شملت الجولة زيارة المجمع الصناعي بمدينة قنا الجديدة، الذي يضم اثنين من أكبر مصانع الفلنكات الخرسانية في الشرق الأوسط، والمخصصين لخدمة مشروعات السكك الحديدية وشبكة القطار الكهربائي السريع. واطلع الوزير على خطوط الإنتاج المتطورة في المصنعين، حيث يصل إنتاج مصنع الفلنكات طراز B70 إلى 816 فلنكة يوميًا، فيما ينتج مصنع RFI260 نحو 1400 فلنكة يوميًا. وأكد الوزير أن هذه المشروعات تمثل ركيزة أساسية في توطين الصناعات المرتبطة بالنقل، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ورفع القيمة المحلية وتحقيق طفرة في التصنيع الوطني.
وفيما يتعلق بتطوير شبكات الطرق، تابع الوزير الأعمال الجارية لإنشاء الكباري أعلى المزلقانات الأكثر خطورة على شبكة السكك الحديدية، ضمن المرحلة العاجلة التي تشمل تنفيذ 53 كوبري، تم الانتهاء من 32 منها في عدة محافظات. وتفقد الوزير أعمال إنشاء كوبري أبو تشت وأبو شوشة فوق السكة الحديد بمحافظة قنا، مؤكدًا ضرورة تكثيف الأعمال للانتهاء منهما وفق الجدول الزمني المحدد، نظرًا لأهميتهما في تحسين الحركة المرورية وتقليل الحوادث.
كما زار الوزير محور الفشن الحر ببني سويف، أحد أهم المحاور النيلية الجاري تنفيذها، والذي يمتد بطول 27 كيلومترًا ويضم 23 عملًا صناعيًا، بينها خمسة كباري رئيسية. وأوضح الوزير أن المحور يمثل نقلة نوعية في حركة النقل وربط المناطق الصناعية والزراعية شرق وغرب النيل، ويدعم انتقال البضائع إلى موانئ البحر الأحمر، إضافة إلى دوره في رفع معدلات الأمان وتسهيل حركة المواطنين. وأكد الوزير أن الدولة تعمل وفق خطة شاملة لإنشاء 35 محورًا جديدًا على النيل، تم الانتهاء من 19 منها حتى الآن.
واختتم الوزير جولته بمتابعة أعمال تطوير طريق الصعيد الصحراوي الغربي في المسافة بين القوصية وأسيوط بطول 57 كيلومترًا، حيث يجري التوسعة إلى ثلاث حارات بكل اتجاه، إلى جانب إنشاء طرق خدمة للنقل الثقيل وعدد من الأنفاق. ووجّه الوزير بالالتزام الكامل بمعايير الجودة، وتأمين الطريق بالعلامات الإرشادية، وإزالة أي تعديات قد تعرقل تنفيذ الأعمال. وأكد أهمية الطريق بوصفه جزءًا استراتيجيًا من محور القاهرة – كيب تاون الذي يهدف إلى تعزيز التواصل التجاري بين الدول الإفريقية.

