ارتفاع توقعات الأسواق لاحتمالات تشديد سياسة المركزي الأوروبي في 2026
تزايدت مؤخرًا توقعات المستثمرين بشأن إمكانية لجوء البنك المركزي الأوروبي إلى رفع أسعار الفائدة خلال عام 2026، في انعكاس واضح لتغير نبرة الأسواق عقب التصريحات الحادة التي أدلت بها عضو المجلس التنفيذي إيزابيل شنابل، والتي ألمحت فيها إلى أنها لا تمانع أن يكون التحرك القادم للمركزي باتجاه الرفع بدلًا من الخفض.
هذا التحول ظهر بوضوح في عقود مبادلة أسواق النقد، والتي بدأت تُسعر الآن تشديدًا نقديًا بنحو 13 نقطة أساس بحلول ديسمبر 2026، بعدما كانت تشير قبل أيام فقط إلى احتمالات خفض الفائدة.
ويعكس ذلك مدى حساسية الأسواق لأي رسائل رسمية تميل نحو التشديد، خاصة في ظل انحسار موجة السياسات التيسيرية عالميًا.
وتسببت هذه المراجعة في دفع عوائد السندات الأوروبية إلى الصعود، حيث ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل خمس سنوات إلى 2.52%، وهو أعلى مستوى يُسجل منذ مارس الماضي.
ومع ذلك، يرى محللون أن المتداولين ربما يبالغون في تقدير فرص رفع الفائدة، خصوصًا أن المركزي الأوروبي لم يشر حتى الآن إلى أي تغيير قريب في اتجاه سياسته الحالية.
وفي السياق ذاته، اعتبرت المحللة الإستراتيجية إيفلين غوميز-لييشتي أن توقعات رفع الفائدة خلال 2026 “متسرعة”، موضحة أن الضغوط الحقيقية قد تظهر بصورة أكبر في 2027، إذا استمرت مخاطر التضخم وتباطأت جهود الإصلاح المالي داخل دول منطقة اليورو.
وعلى الرغم من تباين الرؤى، إلا أن التحول في مزاج الأسواق يعكس حالة من القلق المتنامي بشأن استمرار الضغوط التضخمية في أوروبا، الأمر الذي قد يدفع المركزي الأوروبي إلى اتخاذ خطوات أسرع مما تتوقعه بعض المؤسسات المالية.