الأسواق تتحدى الفيدرالي.. موجة تيسير نقدي مرتقبة تدفع الشركات الصغيرة للصدارة

بنك الاحتياطي الفيدرالي
بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

على الرغم من تمسك الاحتياطي الفيدرالي بتوقعاته المتحفظة بشأن مسار الفائدة خلال العام المقبل، تشير تحركات المستثمرين وآليات التسعير في الأسواق المالية إلى قراءة مختلفة تمامًا.

 فبينما يتوقع الفيدرالي خفضًا واحدًا فقط في 2026، تكشف بيانات العقود الآجلة لسعر الأموال الفيدرالية تُسعّر احتمالًا يتجاوز 68% لخفضين أو أكثر، ما يعكس رهانات قوية على دخول الاقتصاد الأمريكي مرحلة تيسير أوسع مما تنص عليه تقديرات البنك المركزي.

وتأتي هذه التوقعات في ظل إشارات ضعف في سوق العمل وتراجع محدود في التضخم، ما يدفع المتداولين للمراهنة على أن الفيدرالي سيجد نفسه مضطرًا للاستمرار في تخفيف القيود الائتمانية لدعم النشاط الاقتصادي. 

ويشير محللون إلى أن التباين بين رؤية الفيدرالي وتوقعات السوق قد يستمر طالما ظلّ الاقتصاد الأمريكي في منطقة "الهبوط السلس" التي يحاول البنك المركزي الحفاظ عليها.

الشركات الصغيرة أكبر المستفيدين 

في الأسواق، كان مؤشر Russell 2000 للشركات الصغيرة نجم المشهد خلال جلسات الأسبوع، بعدما سجل أعلى مستوى تاريخي جديد خلال تداولات الأربعاء، مرتفعًا بنحو 1.5%، وقريبًا من إغلاق قياسي يعكس موجة شراء قوية، وقد استفاد المؤشر من حالة التفاؤل السائدة بأن الشركات الصغيرة المعروفة بحساسيتها المرتفعة لتكاليف الاقتراض ستحقق دفعة قوية إذا واصلت الفائدة مسارها الهابط خلال العام المقبل.

ورغم ارتفاعه 14.9% منذ بداية العام، ما زال Russell 2000 متخلفًا عن أداء مؤشر S&P 500 الذي حقق مكاسب تقارب 17.2%، إلا أن الأسابيع الأخيرة أظهرت تحولًا واضحًا نحو الشركات الصغيرة مع شروع المستثمرين في إعادة توزيع محافظهم استعدادًا لمرحلة انخفاض التكلفة التمويلية.

تفاؤل بإنهاء قوي لعام 2025

في هذا السياق، يرى الخبير الاقتصادي توريس أن "قرار سعر الفائدة الأخير لعام 2025 مهّد الطريق لارتفاع سانتا كلوز لإنهاء العام"، مضيفًا أن "مؤشر S&P 500 مُستعد لاختراق حاجز 7000 نقطة خلال الأسابيع القليلة المقبلة" إذا استمرت موجة التفاؤل الحالية وتدفقت السيولة إلى الأسهم.

وبين تباين توقعات الفيدرالي ورهانات المستثمرين، تبدو الأسواق في حالة استعداد لمرحلة جديدة من التيسير النقدي، مع مراقبة لصيقة لأي بيانات اقتصادية قد تعيد تشكيل مسار الفائدة. 

وبينما يظل التضخم عنصرًا غير محسوم بالكامل، فإن شهية المخاطرة المرتفعة وارتفاع مؤشرات الأسهم، خصوصًا الشركات الصغيرة، يشيران إلى أن موجة التفاؤل في وول ستريت لا تزال في بدايتها.

تم نسخ الرابط