الذهب يواصل ارتفاعه عالميا
واصل الذهب ارتفاعه اليوم الجمعة مع تزايد التوقعات بتخفيف السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد خفض سعر الفائدة هذا الأسبوع ويتداول الذهب حاليًا عند حوالي 4337 دولارًا، أي أقل بقليل من أعلى مستوى له على الإطلاق قرب 4381 دولارًا، والذي سجله في 20 أكتوبر.
وساعدت الموجة الصعودية الأخيرة على خروج الذهب من نطاق التماسك الذي استمر لمدة أسبوعين، حيث تواصل الأسواق إعادة تقييم مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي حتى عام 2026.
ويأتي هذا التحول في المعنويات في أعقاب قرار يوم الأربعاء بخفض تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما يمثل خفض سعر الفائدة الثالث هذا العام.
وفي حين أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لم يقدم توجيهات مستقبلية واضحة، أشار رئيسه جيروم باول إلى أن رفع أسعار الفائدة على المدى القريب أمر غير مرجح، مؤكداً الموقف المألوف الذي يعتمد على البيانات مع تسليط الضوء على المخاطر على جانبي التفويض المزدوج لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وأدى التوقع الأقل تشدداً مما توقعته الأسواق إلى دفع المتداولين إلى تسعير خفضين لأسعار الفائدة في العام المقبل، حتى مع أن أحدث مخطط نقطي يشير إلى خفض واحد فقط.
وفي أماكن أخرى، تستمر التوترات الجيوسياسية المستمرة في توفير دعم أساسي ثابت للذهب ، حيث يسير زوج XAU/USD على الطريق الصحيح لتحقيق مكاسب أسبوعية قوية.
العوامل المؤثرة في السوق: توقعات الاحتياطي الفيدرالي والطلب والوضع الجيوسياسي
عاد الذهب مجدداً إلى مستويات قياسية، مرتفعاً بأكثر من 60% منذ بداية العام، ويتجه نحو تحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979 وقد حفز هذا الارتفاع الطلب القوي من البنوك المركزية، والتدفقات الكبيرة لصناديق المؤشرات المتداولة، وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي المتساهلة، واستمرار التوترات الجيوسياسية.
وتتوقع البنوك الكبرى استمرار هذا الاتجاه حتى عام 2026، حيث صرح بنك جولدمان ساكس يوم الأربعاء بأنه يتوقع ارتفاعاً كبيراً في سعر الذهب المتوقع بنهاية عام 2026 والبالغ 4900 دولار للأونصة، بينما يتوقع بنك أوف أمريكا أن تصل الأسعار إلى 5000 دولار للأونصة.
وشهدت أسعار الذهب ارتفاعاً هيكلياً من صناديق التقاعد الهندية، حيث سمحت الإصلاحات التنظيمية لنظام المعاشات التقاعدية الوطني (NPS) وغيره من أنظمة التقاعد بتخصيص جزء من أصولها لصناديق المؤشرات المتداولة للذهب والفضة الخاضعة لتنظيم هيئة الأوراق المالية والبورصات الهندية (SEBI).
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُتاح فيها لصناديق التقاعد الهندية فرصة الاستثمار المباشر في المعادن النفيسة.
ولا يزال الدولار الأمريكي تحت ضغط، مما يجعل الذهب أرخص للمشترين الأجانب مع ميل الأسواق نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
ويتداول مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس قيمة الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسية، قرب 98.47 بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى له في ثمانية أسابيع يوم الخميس، وهو في طريقه لتسجيل انخفاض أسبوعي ثالث.
ولم يكن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة بالإجماع، إذ تم إقراره بتسعة أصوات مقابل ثلاثة، ودعا المحافظ ستيفن ميران مجدداً إلى خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، بينما فضّل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن جولزبي، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، جيفري شميد، الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وتترقب الأسواق الآن تصريحات غولزبي وشميد ورئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بيث هاماك، في وقت لاحق من يوم الجمعة.
ولا تزال التوترات الجيوسياسية متصاعدة وسط بطء التقدم في محادثات السلام الروسية الأوكرانية التي تقودها الولايات المتحدة في أوروبا.
وقد أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن قلقه البالغ إزاء اقتراح أمريكي بتصنيف منطقة دونباس المتنازع عليها كـ"منطقة اقتصادية حرة".
وأبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استياءه من وتيرة المفاوضات، ملمحاً إلى إمكانية تغيبه عن محادثات السلام في أوروبا نهاية هذا الأسبوع.
الذهب مقابل الدولار الأمريكي يقترب من مستويات قياسية
تمكن زوج الذهب/الدولار الأمريكي أخيرًا من الخروج من مرحلة التجميع الأخيرة بعد أن تم تقييد عمليات التراجع المتكررة بالقرب من منطقة 4250 دولارًا، حيث استأنفت حركة السعر الاتجاه الصعودي الأوسع وتتداول بشكل مريح فوق المتوسطات المتحركة الرئيسية على الرسم البياني اليومي.
على الجانب الإيجابي، يبرز مستوى 4350 دولارًا كمستوى مقاومة قريب المدى، قبل احتمال إعادة اختبار أعلى مستوى تاريخي قرب 4381 دولارًا.
ومن المرجح أن يؤدي اختراق مستدام فوق هذه المنطقة إلى فتح المجال أمام مستويات قياسية جديدة، شريطة استمرار الزخم الصعودي في الازدياد.
على الجانب السلبي، يُمثل مستوى 4250 دولارًا حاليًا مستوى دعم أوليًا قويًا وقد يجد السوق مشترين في حال حدوث تراجع أكبر بالقرب من المتوسط المتحرك البسيط لـ 21 يومًا عند 4168 دولارًا، والذي لا يزال مستوىً رئيسيًا على المدى القصير للدفاع عنه بالنسبة للمشترين.
وتدعم مؤشرات الزخم النظرة الإيجابية. يحافظ مؤشر القوة النسبية (RSI) على مستواه فوق 70، مما يشير إلى زخم صعودي قوي، مع أنه يحذر أيضاً من احتمالية وصول السوق إلى منطقة ذروة الشراء على المدى القريب.
وفي الوقت نفسه، يمتد خط تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة (MACD) فوق خط الإشارة ويتجاوز مستوى الصفر، بينما يتوسع الرسم البياني بشكل إيجابي، مما يشير إلى تعزيز الزخم الصعودي.